تعمل المملكة العربية السعودية على تطوير قطاع صناعة تعدين قادرة على تلبية المتطلبات المستقبلية، من خلال مزيد من الاستثمار في الاستكشاف، وتقليل المدة الزمنية للحصول على التراخيص، وإتاحة البيانات الجيولوجية ودمج التقنيات المتقدمة، ولذا أطلقت المملكة نظام الاستثمار التعديني الجديد لتقليل مدة الحصول على التراخيص، وبرنامج المسح الجيولوجي الوطني الضخم لإتاحة البيانات الجيولوجية للمستثمرين. تسعى المملكة إلى تحقيق الحياد الصفري للكربون بحلول عام 2060، وتصبح في الوقت نفسه رائدة على مستوى العالم في سوق الطاقة المتجددة، حيث تعمل المملكة على الاستفادة من مواردها المعدنية الهائلة كجزء من استراتيجية أوسع لبناء سلاسل إمداد متكاملة مركزية للاقتصاد الدائري للكربون، بما في ذلك إنتاج الصلب الأخضر والهيدروجين الأخضر وتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية، يضاف إلى ذلك الدور المحوري الذي تلعبه المملكة في دعم التحول العالمي إلى الطاقة النظيفة. تتمتع المملكة بالموارد الجيولوجية اللازمة للمساهمة في بناء مستقبل قائم على الطاقة النظيفة، حيث تشير التقديرات الدولية إلى الحاجة لرفع الإنتاج الحالي من المعادن التي تدخل في تقنيات الطاقة النظيفة إلى خمسة أضعاف بحلول عام 2050، ما يؤكد ضرورة معالجة مسألة إمدادات المعادن الآن. وأعلنت المملكة طرح خمس فرص تعدينية جديدة للكشف عن خامات النحاس والزنك والفضة والرصاص أمام المستثمرين المحليين والأجانب، وذلك بالتزامن مع مشاركة وزارة الصناعة في المؤتمر الدولي للتعدين والموارد (IMARC) المنعقد في سيدني الأسترالية مؤخراً، وسيتم الإعلان في وقت لاحق عن فتح باب التقدم على المنافسات العلنية الخمس، وذلك لتأكيد تطبيق ما ورد في نظام الاستثمار التعديني وتحقيق العدالة والشفافية في المنافسات التعدينية في المملكة بما يضمن تكامل البيئة التشريعية مع السياسات والبنية التحتية وتقديم البيئة الجاذبة للاستثمارات المحلية والعالمية، وأن الفرص الاستثمارية لرخص الكشف تشمل موقع بئر عمق الذي يقع في محافظة مهد الذهب في منطقة المدينةالمنورة، على مساحة تقدر بأكثر من 187 كيلومتراً مربعاً، ويحتوي على معدني النحاس والزنك، وموقع الردينية الذي يقع في محافظة الدوادمي في منطقة الرياض على مساحة تقدر بأكثر من 78 كيلومتراً مربعاً ويشمل رواسب خام الزنك والفضة، وموقع أم حديد الذي يقع في محافظة القويعية في منطقة الرياض على مساحة تقدر بأكثر من 246 كيلومتراً مربعاً ويضم مخزوناً كبيراً من الفضة والرصاص والزنك والنحاس، إضافة إلى موقع جبل الصهايبة الذي يقع في محافظة تثليث في منطقة عسير على مساحة تقدر بأكثر من 283 كيلومتراً مربعاً ويضم مخزوناً من الزنك والرصاص والنحاس والحديد، وموقع جبل إدساس ويقع في محافظة القويعية في منطقة الرياض على مساحة تزيد على 121 كيلومتراً مربعاً، ويضم رواسب غنية من خام الحديد. ويأتي ذلك في إطار جهود المملكة ضمن مبادرة الاستكشاف المسرع حيث تهدف إلى استغلال الثروات المعدنية في المملكة وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في رفع إسهامات قطاع التعدين في الناتج المحلي ليصل إلى 64 مليار دولار في 2030، وتستهدف تنويع القاعدة الاقتصادية في المملكة، وأن يكون التعدين الركيزة الثالثة للصناعة الوطنية. وحققت المملكة الكثير بعد التحول الذي شهده قطاع التعدين بعد إطلاق رؤية المملكة 2030، حيث تمكنت المملكة من جذب ثمانية مليارات دولار لقطاع التعدين من الاستثمار الأجنبي المباشر للقطاع، وأصدرت 145 ترخيصاً في القطاع، وتستهدف المملكة جذب استثمارات جديدة بقيمة 32 مليار دولار في قطاع التعدين وإنتاج المعادن عبر تسعة مشاريع مختلفة. جدير بالذكر، تتمثل قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، في تقليل الانبعاثات الكربونية في المنطقة بأكثر من 10 %، من الإسهامات العالمية، وزراعة 50 مليار شجرة في المنطقة وفق برنامج يعد أكبر البرامج لزراعة الأشجار في العالم، وجمعت قمّة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر 2022 صنّاع القرار وقادة الحكومات من منطقة الشرق الأوسط وخارجها بهدف تعزيز التزامات المناخ الإقليمية التي أعلن عنها في النسخة الافتتاحية للقمّة في 2021.