تشارك المملكة العربية السعودية الأشقاء في سلطنة عمان احتفالاتهم بذكرى العيد الوطني الثاني والخمسين المجيد للنهضة العمانية الذي يصادف 18 نوفمبر من كل عام. وقد جاء تولي السلطان هيثم بن طارق آل سعيد الحكم في سلطنة عُمان في مرحلة تاريخية مهمة، نظراً لما تشهده المنطقة والعالم من متغيرات وتحديات سياسية واقتصادية واجتماعية وصحية، تتطلب التعامل معها مع مراعاة المحافظة على تقاليد الحكم الراسخة في السلطنة، وضرورات ومتطلبات التغيير والتحديث، وتطوير هيكلة أجهزة ومؤسسات الدولة لتصبح أكثر فاعلية في تلبية آمال وطموحات الشعب العماني، وفي ذات الوقت تعهّد السلطان هيثم بن طارق بمواصلة النهج الذي اتبعته سلطنة عُمان في سياستها الخارجية، والتزامها بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وتشجيع الحوار، ودفع مسيرة العمل المشترك بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. إن العلاقات السعودية العمانية تُعد نموذجاً مميزاً تجمعهما الروابط والقيم المشتركة، وتسعيان لتحقيق تكامل الرؤى بين البلدين للتعامل مع الحاضر وبناء المستقبل. حيث انطلقت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، والسلطان هيثم بن طارق ال سعيد سلطان عمان -حفظهم الله- إلى آفاق أرحب من العمل المشترك في مختلف المجالات، وبما يعود على البلدين بمزيد من الازدهار وفق توجيهات وتطلعات القيادة الحكيمة في البلدين ويخدم مصالح شعبيهما الشقيقين. وسيسهم إنشاء مجلس التنسيق السعودي العماني، وافتتاح منفذ الربع الخالي في زيادة معدل التبادل التجاري وأصبح رافداً للعلاقات بين البلدين في العديد من المجالات، وتفعيل الترانزيت للبضائع على مدار الساعة يحقق تكامل سلاسل الإمداد، التي تمثل أحد الأهداف المهمة في رؤيتي البلدين الاقتصادية. وإن التوقيع على 13 اتفاقية ومذكرة تفاهم في عدد من المجالات، وقيام القطاع الخاص في البلدين بتوقيع عدد من مذكرات تفاهم، وعقد شراكات مثل قيام مجموعة أكوا باور السعودية مع عدد من الشركات ببناء محطة "عبري 2" الذي يعد أكبر مشروع مستقل لتطوير وبناء وتشغيل محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية في سلطنة عُمان، ويوظف أحدث تقنيات الطاقة الشمسية الكهروضوئية لتوليد 500 ميجاواط من الطاقة المتجددة. وتوقيع مجموعة "أكوا باور" السعودية وشركة "أوكيو" العمانية و"إير برودكتس" الأميركية على اتفاقية التطوير المشترك لمشروع هيدروجين عُمان لإنشاء محطة لإنتاج الأمونيا باستخدام الهيدروجين الأخضر في السلطنة، وتوقيع وزارة الطاقة والمعادن العمانية مع وزارة الطاقة السعودية، مذكرة تفاهم في مجال الطاقة، وذلك ضمن مشاركة سلطنة عُمان في مؤتمر أطراف اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية لتغير المناخ لعام 2022 "كوب 27". كما أعلن سمو سيدي صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- عن مبادرة «الشرق الأوسط الأخضر» بالشراكة بين دول المنطقة التي تعد أكبر برنامج تشجير لمواجهة التحديات البيئية، والتي أعربت سلطنة عمان عن تقديرها ودعمها لجهود المملكة العربية السعودية في مجال الحفاظ على البيئة واستدامتها. وإعلان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- عن قيام صندوق الاستثمارات العامة بتأسيس 5 شركات إقليمية إحداها تستهدف الاستثمار في سلطنة عُمان وتبلغ قيمة الاستثمارات المستهدفة ما يصل إلى 90 مليار ريال (24 مليار دولار أميركي) في الفرص الاستثمارية عبر مختلف القطاعات. وإعلان الصندوق العُماني لاستثمارات البنية الأساسية «ركيزة» الذي يدار بالشراكة بين الشركة العمانية لإدارة استثمارات البنية الأساسية، عن حصوله على التزام رأسمالي بقيمة 1.125 مليار ريال سعودي (115 مليون ريال عماني)، من صندوق الاستثمارات العامة، حيث يستهدف الاستثمار في سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية، مركزاً على قطاعات الطاقة المتجددة، والكهرباء والمياه، والبنية الأساسية للخدمات الاجتماعية، والاتصالات، والنقل، والخدمات اللوجستية. وتوقيع مذكرة تفاهم بين شركة أكوا باور السعودية وجهاز الاستثمار العُماني لدراسة إمكانية الاستثمار بنسبة تصل إلى 10 % في تطوير وإنشاء وتشغيل مشروع محطة رياح السويس للطاقة 1.1 جيجاواط، الذي يبلغ قيمته 1.5 مليار دولار أميركي. إن رؤية "المملكة 2030" ورؤية "عُمان 2040" تتقاطعان في الكثير من محاورهما وتمثلان خطة عمل تسهم في قيام مشروعات مشتركة بين البلدين تمثل قيمة مضافة للناتج المحلي الإجمالي وتسهم في خلق المزيد من الفرص الوظيفية وتعظيم دور القطاع الخاص في البلدين. وفي سياق الرؤية العُمانية 2040 لجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد التي اعتمدت على ما تتمتع به سلطنة عمان من استقرار سياسي واقتصادي، واتخذت خطوات ملموسة في سبيل تنويع مصادر دخلها القومي وتقليل الاعتماد على النفط، كما أتاح موقعها الاستراتيجي ميزة تنافسية لجذب الاستثمارات الأجنبية، وسعت إلى استثمار ذلك من خلال تأسيس عدد من المناطق الاقتصادية والموانئ، والتركيز على قطاعات واعدة، إلى جانب تميزها بمقومات طبيعية فريدة جعلت من السلطنة وجهة سياحية. *سفير خادم الحرمين الشريفين لدى سلطنة عمان بمناسبة اليوم الوطني العماني