المنتخبات السعودية الثلاثة: الأول، الشباب، الناشئون، جميعهم تأهلوا خلال فترة 7 أشهر، للمشاركة في بطولات كأس العالم لكرة اليد، في إنجاز يحصل للمرة الأولى، واثنان منهم بقيادة مدربين وطنيين، الأمر الذي يشير إلى مستوى الكفاءة في التدريب، والتخطيط، وأيضا الاستمرارية في العمل.. أيامٌ متواصلة من الحماس، المتعة، المنافسة القوية بين أندية متنوعة، مهارات فردية، وخبرات جماعية، متعت جماهير كرة اليد في المملكة العربية السعودية، إبان إقامة بطولة "سوبر جلوب" في المنطقة الشرقية، حيث شارك ناديان محليان هما: الخليج ومضر؛ فيما حصد المركز الأول نادي "ماجديبورج" الألماني، للمرة الثانية على التوالي، على حساب "برشلونة" الإسباني. البطولة التي شهدت نجاحاً في التنظيم، وعكست مستوى في جماليات المشاركة الجماهيرية، حتى العائلية منها والجاليات المقيمة في السعودية، سواء الذين تمكنوا من الحضور في داخل الملاعب، أو تابعوا المباريات في المناطق المخصصة حول المنشآت الرياضية، والتي احتضنت فعاليات متنوعة، أريد من خلالها رفع مستوى "جودة الحياة" على اعتبار الرياضة حقلاً مهماً ليس منقطعاً عن عملية التطوير والإصلاح التي رافعتها "رؤية المملكة 2030". ربما تكون المنطقة الشرقية الأكثر شغفاً برياضة "كرة اليد". ففي "دوري الأمير فيصل بن فهد السعودي الممتاز لكرة اليد"، الذي يضم 12 نادياً، منها 9 أندية من المنطقة الشرقية، ما يجعلها منطقة جذب لهذه الرياضة التي يسعى "الاتحاد السعودي لكرة اليد" لأن يكون لها حضور أوسع على مستوى المملكة بمختلف مناطقها، حيث وضعت خطة استراتيجية طموحة، من أجل توسيع دائرة الاهتمام ب"كرة اليد"، حيث تم استهداف المنطقة الشمالية -على سبيل المثال- لوجود شبابٍ يمتازون بالبنية الجسمانية القوية، وهي إحدى الصفات المهمة في لاعبي كرة اليد، كما أشار لذلك رئيس "الاتحاد السعودي لكرة اليد" فاضل النمر، في حواره مع وليد الفراج، ضمن برنامج "أكشن مع وليد"، كاشفاً عن قيام "الاتحاد" بعمل دورات تدريبية لمعلمي التربية المدنية في عدد من المناطق السعودية، من أجل جعل "كرة اليد" حاضرة في المدارس، والتي ستتنافس فيما بينها في مسابقة خاصة. المهم في هذه الجهود أنها لم تقتصر على الشُبان وحسب، بل شملت الفتيات؛ حيث تم إطلاق "تجارب الأداء لاستقطاب اللاعبات بمشاركة أكثر من 200 فتاة"، وتم تنظيم أول دوري لكرة اليد بمشاركة 6 أندية، بحسب ما أوضح النمر. المنتخبات السعودية الثلاثة: الأول، الشباب، الناشئون، جميعهم تأهلوا خلال فترة 7 أشهر، للمشاركة في بطولات كأس العالم لكرة اليد، في إنجاز يحصل للمرة الأولى، واثنان منهم بقيادة مدربين وطنيين، الأمر الذي يشير إلى مستوى الكفاءة في التدريب، والتخطيط، وأيضا الاستمرارية في العمل، سواء داخل الأندية المهتمة باللعبة أو الاتحاد السعودي ذاته، و"وزارة الرياضة" التي يسعى فيها الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، لأن يكون التطوير والاهتمام ليس منصباً على "كرة القدم" وحسب، بل يشمل مختلف الرياضات الجماعية والفردية. ربما، "كرة اليد" بحاجة له الآن، لتواصل التطور في الأداء والإدارة، أن يتم الاستثمار المالي فيها بشكل أوسع، عبر الرعايات التجارية، وتنويع مصادر الدخل والإعلانات. يضاف لذلك، وضع خطة ل"احتراف" اللاعبين السعوديين، لأن الغالبية العظمى من اللاعبين هم موظفون في جهات مختلفة، ما يحد من تطورهم وساعاتهم المتاحة للتدريب والتفرغ. أيضا، من المهم رفع الطاقة الاستيعابية للمنشآت الرياضية، لتصل لنحو 20 ألف متفرج، وبسعة لا تقل عن 15 ألف متفرج، فإذا أخذنا منشأة مثل "الصالة الخضراء" فهي تتسع لنحو 5 آلاف شخص، فيما صالة "الجوهرة المشعة" ب"مدينة الملك عبدالله الرياضية" فيمكنها احتضان 10 آلاف مشجع، وهي المقاعد التي لا تستوعب العدد الجماهيري المتزايد يوماً بعد آخر ل"كرة اليد" في المملكة. الأهم، أن تتسع دائرة الأندية المتنافسة، ولا تبقى محصورة في منطقة محددة، وأن تنخرط أندية كبار ولديها ملاءة مالية في الاهتمام بكرة اليد، لأن في ذلك استقطابا لشريحة واسعة من الشباب السعودي، وتطويرا للرياضة الوطنية، وتوجيها لهذه الطاقات لتقدم ما لديها من إمكانات.