أكثر من 39 مليون أميركي أدلوا بأصواتهم في وقت مبكّر قبل انتخابات التجديد النصفي في الكونغرس الأميركي، العدد الذي يفوق إجمالي المصوّتين في أي انتخابات نصفية سابقة في الولاياتالمتحدة. وبحسب توم جوش، محلل الشؤون الأميركية في شبكة "واشنطن ايكسامينير" ل"جريدة الرياض" فإن أعداد المصوتين الكبيرة تشير إلى رغبة شديدة من قبل الأميركيين بالتغيير وخاصة التغيير الاقتصادي والبحث عن حلول خارج إطار التحرّكات الديموقراطية للتعامل مع مشكلة التضخّم وغلاء المعيشة في الولاياتالمتحدة. مضيفاً "لا صوت يعلو فوق صوت المعاناة الاقتصادية ومن الصعب أن يتمكن الحزب الديموقراطي من لفت أنظار الناخب الأميركي إلى أي ملف آخر غير الملف الاقتصادي الذي يكون أولوية المواطن الأميركي في معظم المواسم الانتخابية" ماذا تخبرنا أعداد المصوّتين حتى الآن: * نيفادا: يقول جون رالستون من صحيفة نيفادا اندبندنت بعد نظرة شاملة على المصوتين في الولايات بأن أعداد المصوتين في المقاطعات الحمراء من الولاية أكبر بكثير من المصوتين في المقاطعات الديموقراطية. وتعتبر ولاية نيفادا من الولايات المهمة، فالولاية التي يسيطر عليها الديمقراطيون الآن تواجه منافسة شديدة من الحزب الجمهوري عبر مرشح لعضوية مجلس الشيوخ مدعوم من الرئيس ترمب وعدد من المرشحين الجمهوريين الأقوياء لمجلس النواب ومنصب حاكم الولاية. * جورجيا: فاجأت ولاية جورجيا الأميركيين في انتخابات الرئاسة لعام 2020 بتصويتها للمرة الأولى للديموقراطي جو بايدن ومشرعين من الحزب الديمقراطي وذلك عبر أصوات الناخبين الأميركيين من أصول أفريقية الذين انخرطوا بقوة في المشاركة السياسية في الولاية خلال السنوات الأخيرة. وتشير نتائج الانتخابات المبكرة الحالية في جورجيا إلى مشاركة عالية من جديد للأميركيين من أصول أفريقية حيث شكّل هؤلاء أكثر من 29 % من إجمالي المصوتين في وقت مبكر في نسبة تفوق نسبة مشاركتهم في انتخابات عام 2020. وعلى الرغم من المشاركة الكثيفة للأميركيين من أصول إفريقية في الانتخابات فإن استطلاعات الرأي الأولية تشير إلى حظوظ متقاربة جداً للحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولاية. القلق يسيطر على الأميركيين: يقول الكاتب توم جوش من شبكة "واشنطن ايكسامينير" الأميركية ل"جريدة الرياض" أن القلق يسيطر اليوم على الأميركيين ليس من الأوضاع الاقتصادية المتردية وحسب، بل من حالة الانقسام السياسي والمجتمعي وانعدام الأمن في بعض المناطق ما يظهر استعداد كبير لدى الأميركيين للتغيير. ويردف، "يشعر الناخب الأميركي الذي بحث عن الأمان بانتخاب جو بايدن بأن الإدارة الديموقراطية لم تتمكن من حل مشكلة الانقسام ولم توحّد المجتمع الأميركي بل استمرت الخلافات والقلاقل الأمنية وأضيف عليها الوضع الاقتصادي المختل. وبحسب "نيويورك تايمز" فإن هاجس انهيار الديموقراطية الأميركية يسيطر على نسبة كبيرة من الأميركيين الذين يخشون من اكتساح اليمين المتطرف الكونغرس الأميركي ما قد يعطي دفعة كبيرة للمشرعين المعروفين بإيمانهم بنظريات المؤامرة والأفكار الخطيرة التي قد تهدد النظام السياسي الأميركي. عودة ترمب إلى الساحة السياسية باتت شبه مؤكدة: تحدّث عدد من مستشاري حملة ترمب الانتخابية للإعلام الأميركي عن نية ترمب الترشح رسمياً لانتخابات الرئاسة لعام 2024 يوم ال14 من نوفمبر الجاري. وبحسب شبكة MSNBC الأميركية فإن ترمب كان ينوي الإعلان عن ترشحه خلال الأيام الماضية إلا أن قياديين في الحزب الجمهوري نصحوه بالترشح بعد الانتخابات النصفية كي لا يأخذ ترمب الأضواء من المرشحين الجمهوريين للكونغرس. وبالإضافة لترمب، تدور أنباء عن رغبة مايك بينس، نائب الرئيس السابق، ومايك بومبيو، وزيره للخارجية، الإعلان عن ترشّحهم لانتخابات 2024 التي تبدو بدون شك بحسب الكاتب "توم جوش" انتخابات أخرى صعبة تنتظر الرئيس جو بايدن الذي تتراجع نسبة قبوله مع الوقت مالم تحدث معجزة اقتصادية تقنع الناخب الأميركي بجدوى إعادة انتخابه. ومن المنافسين الأقوياء المحتملين لدونالد ترمب من الحزب الجمهوري، رون دي سانتيس، الحاكم الجمهوري لولاية فلوريدا الذي يتّبع استراتيجية مواجهة ترمب والتأكيد على قوة المحور الجمهوري المعارض لشخصية ترمب.