بَعَّدْتُمْ عَنْ العَيْنِ فَاِزْدَادَ حُبُّكُمْ ** وَغِبْتُمْ وَأَنْتُمْ فِي الفُؤَادِ حُضُورُ الإنسان حينما يُفاجأ برحيل وغياب صديق وحبيب له مكانة في شعاب نفسه فإنه يتأثر كثيراً، داعياً المولى له بالمغفرة، كأمثال الأستاذ عبدالله الجعيثن «أبو أحمد»، الذي انتقل إلى رحمة الله يوم الأربعاء 23 /3 /1444ه، وتمت الصلاة عليه يوم الخميس 24 /3 /1444ه بعد صلاة العصر في جامع الجوهرة البابطين، ووُورِيَ جثمانه في مقبرة شمال الرياض -رحمه الله رحمةً واسعة-، وكانت ولادته في بلد القصب شمال غرب الرياض عام 1370ه، حيث اِنْتَقَلَ مع أسرته إلى الرياض والتحق بالمرحلة الابتدائية إلى أن نال الشهادة منها، ثم واصل دراسته في المرحلة المتوسطة، وبعد استكمالها عمل في وزارة الحج والأوقاف لمدة خمس سنوات، وكان في أثناء عمله مواصلاً دراسته الثانوية منتسباً، وبعدها التحق بكلية اللغة العربية حيث انتظم في السنة الثالثة حتى تخرج بتفوق وتم ترشيحه معيداً في الكلية، بعدها طلب النقل إلى المعهد العالي للقضاء وعمل فيه لمدة ثماني سنوات، ثم استقال وتفرغ للكتابة وتجارة الأسهم، حيث كان من الأوائل في هذا المجال، وألف في ذلك كتاباً «كيف تستثمر أموالك في الأسهم» قدم فيه نصائح مهمة للراغبين في الاستثمار. وقد بدأ شغفه بالكتابة وهو في المرحلة الثانوية عبر برنامج «يا أخي المسلم» وتعاون مع الإذاعة السعودية لمدة 25 سنة في تقديم برامج متنوعة يومية وأسبوعية في إذاعتي جدةوالرياض، وكتب في العديد من الصحف والمجلات داخل المملكة وخارجها، ومنذ عام 1402ه وهو يكتب في جريدة «الرياض» موضوعات اجتماعية واقتصادية، وقد أثرى المكتبة العربية بأكثر من 50 مؤلفاً كتبها بأسلوب أدبي مميز تنوعت بين الاجتماعية والاقتصادية. ولنا مع «أبو أحمد» –رحمه الله– ذكريات جميلة ولقاءات وتبادل لإهداءات الكتب فيما بيننا، ومن وفائه -رحمه الله– أن كتب مقالاً في جريدة «الرياض» في 14 /6 /1440ه مثنياً فيه ثناءً عاطراً على ما كتبناه في أجزاء كتاب «فقد ورثاء»، وهذا ليس بمستغرب على «أبو أحمد»، ودائماً ما كان يغمرنا بوفائه وتواصله –رحمه الله-: وَأَحْسَنُ أَخْلاَقِ الفَتَى وَأَجَلُّهَا ** تَوَاضُعُهُ لِلنَّاسِ وَهُوَ (أَدِيبُ) غفر الله له وأسكنه فسيح جناته، وألهم إخوانه وابنه أحمد وعقيلته، وأسرة الجعيثن كافة ومحبيه الصبر والسلوان. وأَحسَنُ الحالاتِ حالُ امرِئٍ ** تَطيبُ بَعدَ المَوتِ أَخبارُهُ يَفنى وَيَبقى ذِكرُهُ بَعده ** إِذا خَلَت مِن شَخصِهِ دارُهُ