شهدت النسخة ال 15 لكأس العالم والتي أقيمت في أمريكا عام 1994 أول مشاركة في تاريخ المنتخب السعودي، كما كانت مختلفة بالنسبة للرياضة السعودية، وكان وصول «الأخضر» إلى نهائيات كأس العالم، هو الاختلاف الذي غير مفاهيم الرياضة السعودية، ورافقه في ظهوره الأول نيجريا واليونان، فيما ظهرت روسيا بهذا المسمى لأول مرة، بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، وشهدت هذه النسخة عودة النرويج للوجود بعد غياب 56 عاماً، وكانت المشاركة الأخيرة للمنتخب النرويجي في العام 1938. البطولة غاب عنها جميع منتخبات بريطانيا، فيما سجلت بوليفيا آخر ظهور لها في كؤوس العالم حتى مونديال البرازيل في العام 2014م، ولم توجد تشيلي والأوروغواي والمجر وفرنسا والدانمارك، ومنعت يوغسلافيا من المشاركة بسبب حرب أهلية. وجاء المنتخب السعودي في المجموعة السادسة مع هولندا والمغرب وبلجيكا، وفي المجموعة الأولى اصطفت أميركا وسويسرا وكولومبيا ورومانيا، وجاءت البرازيل مع روسيا والكاميرون والسويد في ثاني المجموعات، وضمت المجموعة الثالثة ألمانياوبوليفيا وإسبانيا وكوريا الجنوبية، وجاءت الأرجنتين بطل النسخة الأخيرة في المجموعة الرابعة إلى جانب اليونان ونيجريا وبلغاريا، وشكلت إيطالياوالنرويجوإيرلنداوالمكسيك المجموعة الخامسة. السعودية التي تحضر لأول مرة في كؤوس العالم، ابتدأت مواجهاتها أمام هولندا، وعلى الرغم من قلة خبرة لاعبيها إلا أنهم استطاعوا إحراز هدف السبق، بعد أن لعب فهد الهريفي كرة عرضية أودعها فؤاد أنور برأسه في الشباك الهولندية، لكن هذا التقدم وإن استمر حتى نهاية الشوط الأول، إلا أن الطواحين الهولندية استطاعت أن تعود إلى المباراة بعد خمس دقائق من بداية الشوط الثاني بالتعادل، ثم أحرزت هدف التقدم الثاني قبل أربع دقائق من نهاية المباراة، ليخسر المنتخب الأول مواجهته الأولى. المدافع الكولومبي اوسكوبار سجل هدفاً في فريقه فقتل بعد عودته في المباراة الثانية للسعودية كانت المواجهة عربية خالصة، أمام المغرب، وبعد ست دقائق من انطلاقة المباراة حصل مهاجم «الأخضر» سامي الجابر على ركلة جزاء نفذها بنجاح مسجلاً الهدف الأول، واستطاعت المغرب أن تدرك التعادل بعد مضي 20 دقيقة على تقدم السعودية، وقبل أن يلفظ الشوط الأول أنفاسه الأخيرة نجح فؤاد أنور بتسديدة صاروخية من إحراز هدف التقدم الثاني للمنتخب، وبهذه النتيجة انتهت المباراة بفوز السعودية على المغرب 2 - 1. أمام بلجيكا كان ثالث مواعيد المنتخب السعودي، المهمة لا تبدو مستحيلة على الرغم من صعوبتها، «الأخضر» قادر على أن يعبر إلى الدور الثاني، لكنه يحتاج إلى تحقيق الانتصار ليذهب بشكل رسمي، لم يمض الكثير من الوقت على صافرة بداية المباراة، حتى استطاع سعيد العويران بمفرده أن يتجاوز لاعبي وسط المنتخب البلجيكي ودفاعاته، ويضع الكرة في الشباك مسجلاً الهدف الأول، استطاع لاعبو «الأخضر» أن يحافظوا على نظافة شباكهم طوال ما تبقى من المباراة، ليعبروا إلى الدور ال16 في مشاركته الأولى، ويسجل المنتخب العربي نفسه الثاني الذي يصل إلى دور ال16. رافق المنتخب السعودي في وصوله إلى دور ال16 رومانياوسويسراوالبرازيلوروسياوألمانيا وإسبانيا والأرجنتين ونيجريا والمكسيكوإيرلنداوهولندا، وتأهلت أميركا وبلغاريا وبلجيكا وإيطاليا كأفضل أربع منتخبات احتلت المرتبة الثالثة في المجموعات. «الأخضر» اصطدم بمنتخب السويد في دور ال16، وأحلام السعوديين ازدادت في العبور إلى ربع النهائي، لكنها تبددت قليلاً بعد أن سجلت السويد هدف السبق الأول عبر لاعبها مارتين دالين بعد ست دقائق من انطلاقة المباراة، ومع بداية الشوط الثاني عززت تقدمها بهدف ثان حمل إمضاء كينيت أندرسون، وفي الدقائق العشر الأخيرة استطاع فهد الغشيان أن يقلص الفارق للسعودية بتسجيله الهدف الأول، لكن أندرسون عاد وأضاف الهدف الثالث لبلاده، لينهي بذلك آمال السعودية بالعودة للمباراة مجدداً. رومانيا استطاعت أن تحقق مفاجأة كبيرة بإقصاء الأرجنتين بطل النسخة الأخيرة بعد هزيمته 3 - 2، وتفوقت هولندا على إيرلندا 2 - صفر، وحققت البرازيل فوزاً صعباً على أميركا 1 - صفر، وانتصرت بلغاريا على المكسيك بفضل ركلات الترجيح، وتجاوزت ألمانيا بلجيكا 3 - 2، وانتظرت إيطاليا حتى الأشواط الإضافية لتهزم نيجريا 2 - 1، وكسبت إسبانيا منتخب سويسرا 3 - صفر. في ربع النهائي خطف الإيطالي روبيرتو باجو هدفاً ثميناً لبلاده عند الدقيقة الأخيرة من زمن المباراة، لتودع إسبانيا بسببه مونديال 94 بعد خسارتها 2 - 1، وبعد مباراة ماراثونية انتصرت البرازيل على هولندا 3 - 2، وواصلت بلغاريا نتائجها المميزة وهزمت ألمانيا 2 - 1، وانتصرت السويد بفضل ركلات الترجيح على رومانيا. في نصف نهائي المونديال، واصل نجم إيطاليا روبيرتو باجيو نثر إبداعاته بقميص الآزوري، وأحرز هدفين في مرمى بلغاريا كانا سبباً في أن تصل إيطاليا إلى نهائي المونديال، وفي الجانب الآخر اضطرت البرازيل أن تنتظر حتى الدقائق العشر الأخيرة لتسجل هدفها الأول عن طريق المهاجم روماريو، لتتأهل للمباراة النهائية بعد أن هزمت السويد 1 - صفر. البلغاري ستويتشكوف والروسي سالينكو تقاسما لقب الهداف النهائي يعيد سيناريو نهائي مونديال 1970، إذ التقت البرازيل مع إيطاليا حينئذ واكتسحتها 4 - 1، وهو الأمر الذي لم يتكرر، فقد استعصت شباك الطليان على الهجوم البرازيلي، وانقضت الدقائق الأصلية والإضافية دونما أن تهتز أي واحدة من الشبكتين، وبفضل ركلات الترجيح أعلنت البرازيل تتويجها بلقب كأس العالم للمرة الرابعة بتاريخها الكروي، بعدما أضاع نجم إيطاليا روبيرتو باجيو ركلته الترجيحية الحاسمة والتي ضلت طريقها إلى الشباك لينطلق لاعبو البرازيل ويعلنوا الاحتفالات في أرضية الملعب. البطولة شهدت تسجيل 141 هدفاً، كان منتخب السويد صاحب المرتبة الثالثة له النصيب الأكبر منها بواقع 15 هدفاً، والبرازيل ثانياً ب11 هدفاً، وتساوت منتخبات بلغاريا ورومانيا وإسبانيا بواقع عشرة أهداف لكل منهما، وفشلت اليونان المتذيلة لسلم الترتيب من تسجيل أي هدف في هذه البطولة. لقب هداف المونديال تقاسمه البلغاري خريستو ستويتشكوف والروسي أوليغ سالينكو بتسجيلهما ستة أهداف. مونديال أميركا، كان شاهداً على نهاية مأساوية لقصة نجمٍ أسطوري، منح كرة القدم الكثير من الإمتاع والإبداع، دييغو آرماندو مارادونا وقع عليه اختيار لجنة المنشطات بعد مباراة منتخب بلاده أمام نيجريا. الحرب الأهلية تمنع يوغسلافيا من المشاركة المنشطات تقصي مارادونا من جديد كما شهدت البطولة حدثاً مأساوياً حيث أخطأ الكولومبي أندريس إسكوبار التعامل مع كرة عرضية من أحد لاعبي منتخب أميركا، وبدلاً من إبعادها عن مرمى منتخب بلاده، أودعها في شباك زميله حارس المرمى، لتودع كولومبيا كأس العالم، إسكوبار ظن الأمر انتهى عند ندمه واعتذاره بعد نهاية المباراة، وبعد عشرة أيام من وصوله إلى كولومبيا، خرج إلى مطعم ليتناول طعام العشاء فيه رفقة أصدقائه، وأثناء مغادرته المطعم ترصد له ثلاثة أشخاص ملثمين وأشبعوا جسده بوابل من الرصاص بلغ عددها 12 رصاصة أودت بحياة مدافع كولومبيا، إذ كان يرى هؤلاء المجرمون أن إسكوبار تسبب بخسائر مالية لهم جراء خسارتهم للرهان على وصول المنتخب الكولومبي لمراكز متقدمة. الأخضر شارك في المونديال لأول مرة في تاريخه دونغا يرفع كأس العالم روماريو ستويتشكوف