دعا ريشي سوناك حزب المحافظين الذي ينتمي إليه إلى الوحدة، حيث يسعى رئيس وزراء بريطانيا الجديد إلى علاج الأزمة التي تواجه الاقتصاد. وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء أنه بعد أقل من ساعة من انتصاره في السباق لخلافة ليز تراس في منصب رئيس الوزراء، قال وزير المالية الأسبق إن حزبه يواجه "خطرا وجوديا" ويحتاج إلى الوحدة، وفقا لسيمون هواري، عضو حزب المحافظين والذي حضر كلمة سوناك التي ألقاها في جلسة مغلقة اليوم الاثنين. وتحدث سوناك بعدما انسحبت منافسته الوحيدة بيني موردونت من الترشح في السباق الداخلي للحزب على منصب رئيس الوزراء، وحثت حزبها على "الوحدة والعمل معا من أجل صالح الأمة"، وهكذا لم تكن هناك حاجة إلى إجراء جولة إعادة بينهما أمام أعضاء الحزب. وبذلك أصبح الطريق ممهدا أمام سوناك /42 عاما/ لتولي رئاسة وزراء بريطانيا. ويصبح سوناك، المنحدر من عائلة هندية مهاجرة والمولود في مدينة ساوثهامبتون البريطانية، أول زعيم بريطاني من خلفية أقلية عرقية في بريطانيا. وأكد رئيس لجنة المجموعة البرلمانية المختصة بانتخابات الحزب، جراهام برادي، في لندن أن "ريشي سوناك انتُخب رئيسا لحزب المحافظين". وكان حزب المحافظين يبحث عن قيادة جديدة للمرة الثانية في غضون شهور قليلة بعد ترك رئيسة الوزراء ليزا تراس منصبها عقب ستة أسابيع من توليها المنصب، وهي الفترة التي اتسمت بفوضى غير مسبوقة تحت ضغط من حزبها. وبعد ذلك سارع رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون إلى الحديث عن العودة، لكنه انسحب بشكل مفاجئ مساء أمس الأحد. وقدم سوناك نفسه كمرشح يمكنه توحيد الحزب، ودعمه مؤخرا وزيرة التجارة كيمي بادنوش ووزيرة الداخلية السابقة سويلا برافرمان، وهما سياسيتان بارزتان من أقصى اليمين في الحزب. وكان سوناك قد استبق وحذر في الحملة الانتخابية السابقة لقيادة الحزب في الصيف الماضي على وجه التحديد من الفوضى المالية التي سببتها رئيسة الوزراء الحالية، تراس، عبر سياساتها الاقتصادية خلال فترة رئاستها القصيرة. ومع ذلك يشير خبراء إلى أن سوناك لا يحظى بدعم الحزب وكتله البرلمانية بأكملها، حيث يتهمه العديد من الأعضاء بأنه تسبب عبر استقالته من منصب وزير المالية في سقوط جونسون الذي يحظى بشعبية على مستوى قاعدة الحزب. بالإضافة إلى ذلك يشير النقاد إلى الثروة الكبيرة لسوناك، الذي قد يكون أغنى عضو في البرلمان البريطاني. تجدر الإشارة إلى أن المصرفي الاستثماري السابق متزوج من ابنة مؤسس شركة "إنفوسيس"، والتي تمتلك حصة تقدر بمئات الملايين من الجنيهات الاسترلينية في شركة تكنولوجيا المعلومات الهندية العملاقة.