ما أن ينتهي موسم (الصرام) لدى المزارعين في نجد، حتى تبدأ فعاليات كنز التمور في بيوت بعض السكان، ويرافقها استخدام فعالية (المغمي) والتي توضع (المنقولة) وهي وعاء كبير بيضيّ الشكل، يصنع من الطين، لها قاعدة دائرية، وفوهة دائرية في الأعلى تكون أقل مساحة. وشهد بيت الضويحي التاريخي في عودة سدير مؤخرا، فعالية كنز التمر والتي تنظم للعام السادس وتشهد حضور كبير من محبين وعشاق التاريخ والموورث.وقال عبدالله الضويحي أحد المشاركين في الفعالية، إن الهدف من الفعالية المحافظة على التراث، وتوضيح طرق المحافظة على أهم غذاء قديما وهو التمر، حيث يعتبر هو أهم غذاء لدى سكان نجد خاصة في أيام الشتاء التي لا يكون فيها محصول للتمور، مشيرا إلى أن الفعالية كانت بداياتها بسيطة قبل سنوات والآن أصبح كثير من الجمهور ينتظرها في مثل هذا الوقت من كل عام. ومن أشهر طرق كنز التمر رصه داخل الجصص أو الأحواض، والجصة هي بناء صغير على شكل غرفة تبنى داخل إحدى غرف المنزل الداخلية، وترتفع نحو متر ونصف، ويبلغ طولها وعرضها نحو مترين تقريباً، وتبنى من الأحجار والطين وتكسى من الداخل بطبقة من الجص، ومن ذلك أخذت اسمها، ويكون لها باب صغير في أعلاها منه توضع التمور فيها ويرص بعضها على بعض. وللجصة ثقب أو مجرى صغير يخرج منه الدبس، ويصنع من الخشب، وكلما امتلأ الإناء بالدبس أعيد صبه في الجصة، حتى يغلظ قوامه ويصبح أكثر تركيزاً، لأن التمر قد يغسل في بعض الأحيان، لإزالة ما عليه من الأتربة أو لتليينه إن كان ناشفاً، ويراعى دائماً أن تكون أرضية الجصة مائلة نحو المدبسة. وتوضع عادة مجموعة من جريد النخل وسعفه في أسفل الجصة، ثم توضع التمور فوقها، وذلك لحماية التمر من الاختلاط بالأتربة، التي قد تتجمع في أسفل الجصة، وعندما تمتلئ الجصة بالتمور، ترص بقطع من الحجارة الكبيرة حتى تزيد من تراص التمر، وتمنع دخول الهواء داخله. كما شهدت الفعالية في المساء، فقرة عن إعداد القهوة السعودية قديما قدمها وشرحها عبدالرحمن الدايل من المهتمين بالتراث ولديه مجلس ومتحف تراثي في محافظة مرات والذي يزور عودة سدير لحضور الفعالية. بالإضافة إلى فقرات شعر وقصص من الأولين.