رحل عنا رجل الوفاء الشيخ عبدالله بن سعيد بن عبدالوهاب أبو ملحة عضو مجلس الشورى سابقاً، وبرحيله فقدت منطقة عسير بشكل خاص والوطن بشكل عام رمزاً من رموزه الأوفياء، وعَلماً من أعلامه، وابناً باراً من أبنائه المخلصين. فقد آلمنا خبر وفاته -رحمه الله- أشد الألم، وأحزننا فراقه أشد الحزن، حيث غادر هذه الدنيا الفانية إلى دار الخلد الباقية، بعد حياة كريمة حافلة بالعطاء، قضاها في خدمة الدين ثم القيادة الكريمة والوطن الغالي، فقد كان -رحمه الله- من أوائل المشاركين في صناعة التنمية في منطقة عسير، وساهم مساهمة فعّالة في العديد من الأعمال والإنجازات الإدارية والتنموية والاقتصادية والاجتماعية والخيرية، حيث تولى عدداً من المناصب في إمارة منطقة عسير حقق خلالها العديد من الإنجازات لخدمة المنطقة وخدمة المجتمع، بعد ذلك عُيّن رئيساً لمجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بأبها، وقضى ما يربو على عشرين عاماً في خدمة الغرفة التجارية الصناعية بأبها، عُيّن رئيساً لمجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية. لقد ساهم الشيخ عبدالله في الكثير من الأعمال والإنجازات التي يصعب حصرها، وقد قال عنه، في إحدى المناسبات، مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة، صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز -أمير منطقة عسير آنذاك -: «... أتقدم لكل الحاضرين بالشكر والتقدير وللغرفة التجارية بأبها الامتنان لإتاحة الفرصة لي بالاحتفاء مع أبناء منطقة عسير بهذا الرجل الأخ الزميل العزيز عبدالله أبو ملحة على ما قدمه ويقدمه لمنطقته ووطنه، فهو الذي وفاه جده لجدي ووالده لوالدي وهو معي وهو الذي ساهم في خدمة المنطقة وأسرته السعودية، ولعلي لا أخفي سراً فلقد سعدت بزمالته في الإمارة والإدارة الأخرى بالمنطقة. ولقد قام بجهود من خلف الكواليس لخدمة بلدة ومنطقته». ومن الجدير بالذكر أن الشيخ عبدالله -رحمه الله- شارك في العديد من اللجان والجمعيات والمجالس. وكان -رحمه الله- رجلاً قيادياً، حكيماً، صبوراً، عادلاً، يتميز بالجرأة في النقاش واتخاذ القرار، صريحاً في قول كلمة الحق جريئاً غير متردد، يتصف بالكرم والنبل والتواضع وسمو الأخلاق، بشوشاً صاحب نفس طيبة، اجتماعياً قريباً من الناس، سباقاً إلى فعل الخير ومبادراً في خدمة المجتمع. ومن مواقفه الكثيرة وأعماله الإنسانية الجليلة التي تُذكر وتُستذكر حرصه الشديد على خدمة المجتمع والأعمال الخيرية. وكان -رحمه الله- عضداً وسنداً للأهالي في منطقة عسير، ومنهلاً استقى من خبراته الكثير ممن عملوا معه، فقد ساهم في ترجمة العديد من الأفكار إلى واقع عملي وإلى إنجازات ستظل شاهدة على عطائه وإخلاصه لوطنه ومنطقته. فالشيخ عبدالله سليل أسرة كريمة لها تاريخها المشرّف والكبير مع المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- أثناء توحيد وبناء هذا الكيان الكبير. لقد فقدنا شخصاً عزيزاً وغالياً علينا سوف يبقى حاضراً في قلوبنا ما حيينا، رحم الله الشيخ عبدالله بن سعيد أبو ملحة، و»إنا لله وإنا إليه راجعون». د. عبدالله بن مشبب الشهراني