في منعطفات هذه الحياة يواجه المرء رفضاً متنوعاً من كافة الاتجاهات ولكن قوته تكمن في تخطيه لهذه العقبة والنهوض بمقدرته الداخلية وشغفه الذي يقوده حُبه إليه، فالرفض الذي يتلقاه الفرد ممن يفترض بهم تقديم الدعم يعد انكساراً لن يستطيع البوح به وإن استطاعت السنوات أن تُنسيه إياه فسيظل متعلقاً بذكرى مؤلمة، فكافة المهن هي ذات هدفٍ سام يهدف إلى الارتقاء بمستوى الفرد والحث على وضع بصمته الخاصة لدى العالم أجمع، فالشغف لطالما يولد مع المرء منذ بلوغه لمرحلة الوعي بما هو حوله وهذا ما حدث مع شيف الملوك الذي لم يسمح للعقبات باعتراض طريقه نحو حبه الشديد للطهو، فلقد بدأ شغفه نحو الطهو حينما كان يبلغ السابعة من عُمره فقد اعتاد مساعدة والدته في المطبخ وفي تحضير الوجبات، ولقد بدأ بممارسة هذه المهنة من خلال انضمامه إلى فريق الكشافة في المرحلة المتوسطة والثانوية، وعند إنهائه لدراسته حصل على وظيفة لم يكن ذا حماسة منطلقة نحوها فهي لم تكن تخدم شغفه وحُبه للطهو، فبعد 6 أشهر من عمله في هذه الوظيفة تركها ولم يستطع الاستمرار بها، فلقد اعتاد على أن يخرج من المنزل تحت ظن والده بأنه متوجه إلى عمله وفي الواقع يذهب ليقطن في أحد فنادق عمه، فوالده كان أكبر المعارضين لموهبته ورغبته في تعلم الطهو مما دعا توفيق بمساعدة عمه الذهاب إلى إيطاليا حيث قضى عامين في دراسة ما يوده ويرغب به، علماً بأنه العربي السعودي الوحيد المتواجد في ذلك المعهد مما جعل الجميع يأخذه على محمل السخرية، ولم تكن هذه الصعاب عائقاً في طريقه فبها استطاع أن يصل إلى موائد العائلة الملكية واستطاع الطهو للملكين الراحلين الملك فهد والملك عبدالله -رحمهما الله-، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، ولم يقتصر ذلك على ملوك المملكة العربية السعودية بل وأن العديد من الرؤوساء اتيحت لهم هذه الفرصة كالرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما والسلطان قابوس بن سعيد، ووصلت فترة عمله في الطهو إلى ما يتجاوز 42 عاماً بما في ذلك وزارة الدفاع السعودية ونادي الضباط.