تم النظر إلى المرأة قبل التطور بنظرة اعتيادية لم تكن بها لتُنجز ما أنجزته في العصر الحاضر، هذه النظرة كانت هي المُنطلق لإبداعاتها المتجددة وتوليدها للعديد من الأفكار التي أسهمت في بناء حضارة كاملة، ولا يُمكن الادعاء بأن هذه النظرة هي حديثة الولادة بل إنها متواجدة مُنذ زمن بعيد، فقد واجهت المرأة ما لا يستطيع اَلْمَرْء تحمله حتى أتى الدين القويم ووهبها ما سلبه الجهل منها. الأستاذة الجامعية والباحثة الكيميائية سُهاد معتوق باحجري الكندي كانت قادرة على تخطي كل تلك العقبات بنجاحات وإنجازات كثيرة، فمُنذ صغرها استمدت حب الكيمياء نظراً لكثرة تعلقها بوالدها فلقد كان بدوره أيضا عالماً كيميائياً نابغاً، ولم يكن تعلقها الشديد بوالدها معتوق بالحجري فلقد كان أول عالم كيميائي في المملكة ولم يكن هو السبب الوحيد لحبها عالم الكيمياء فلقد اعتادت أن يأخذها معه إلى المختبرات مما عزز بدوره حبها لهذا المجال، ولقد قام بإجراء العديد من التجارب معها في المنزل أيضا مما زادها شغفاً ورغبةً في تلقيه. وعلى الرغم من التحدي الكبير الذي واجهته سُهاد من نظرة المجتمع إلا أن ذلك لم يعقها عن تحقيق أهدافها، فلقد حصلت على الشهادة الثانوية بدرجة تفوق عام 1970 في جدة ثم غادرت منها إلى بريطانيا، وقبل أن تلتحق بجامعة ويلز لدراسة الكيمياء حصلت على شهادتها في اللغة الإنجليزية من كلية باليول في جامعة أكسفورد، نالت من بعدها إجازة في الكيمياء في عام 1975 ومن ثم درجة الدكتوراه في عام 1979، ومكنتها من العمل كمساعدة باحثة في مستشفى Bronglais العام فأصبحت عضوة دائمة في جمعية الكيمياء الحيوية السريرية في Aberystwyth عام 1976 ومن بعدها عادت إلى وطنها حاملة له كل تلك الإنجازات، ولكن إنجازاتها لم تتوقف عند هذا الحد بل إنها فتحت المجال لطموحٍ أعلى فلقد أصبحت في عام 1988 بروفيسورة مساعدة في كلية الطب والعلوم بجامعة الملك عبد العزيز حتى عام 2002، ومن أشهر مقولاتها المأثورة «الثقة في الخبير الأجنبي داخل المملكة لا تزال أكبر من الثقة بالخبير السعودي أو المحلي، فما بالك إذا كان امرأة».