رصد تقرير الحالة الثقافية في المملكة للعام 2021م - الثقافة في الفضاء العام - الصادر من قبل وزارة الثقافة، بأنه نادراً ما يتقاطع الفضاء القصصي والروائي مع الفضاء العام؛ فباستثناء بعض الأمسيات الشعرية المقامة في مساحات مفتوحة، فإن الإنتاج الأدبي لطالما ظل حبيساً في الأوراق المكتوبة، وبالرغم من حضور الأدب في الفضاء الافتراضي - منصات التواصل الاجتماعي - على سبيل المثال، فإن تقرير الحالة الثقافية معني بحضور الثقافة في الفضاء العام بمعناه المكاني؛ أي الحدائق والأماكن العامة والميادين والساحات المفتوحة. وقد شهدت نهاية 2021م تطوراً نوعياً في حضور الأدب والقراءة في الفضاء العام، بعدما أعلنت هيئة الأدب والنشر والترجمة عن مبادرتها (الأدب في كل مكان). والتي تهدف إلى توفير المحتوى الأدبي المقروء والمسموع في المساحات العامة وأماكن الانتظار، وذلك عبر مسارين رئيسين: مسار (سحابة أدب) والتي تقدم محتوى أدبي مسموع مثل الكتب والمقالات الصوتية، ومسار (ق. ق) والذي يحتوي على مكتبة رقمية للقصص القصيرة. وقد بدأت المرحلة الأولى في توزيع "30" لافتة تحتوي على رمز الاستجابة في عدة مواقع في منطقة الرياض والمنطقة الشرقية. كما ساهمت مبادرة (الشريك الأدبي)، والتي قد أطلقتها هيئة الأدب عام 2021م في توسيع دائرة الحضور الأدبي في الأماكن العامة، إذ تمثل المقاهي الأدبية نموذجاً للفضاء العام والذي يشارك فيه أفراد المجتمع في الأنشطة الثقافية والنقاشات العامة، والتي بلغت "20" مقهىً أدبياً موزعة في ثماني مناطق حول المملكة - كما أشار إليه التقرير -، حيث أقامت هذه المقاهي "241" فعالية بمشاركة "109" كُتاب وأدباء ومثقفين واستفاد منها 32,902 شخص.