استمرت الاشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن في إيران اليوم الثلاثاء، وأظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي دبابات تُنقل إلى المناطق الكردية التي كانت مراكز محورية في حملة قمع الاحتجاجات على وفاة مهسا أميني لدى احتجاز الشرطة لها. واجتاحت الاحتجاجات التي تطالب بإسقاط المؤسسة الدينية أنحاء إيران منذ وفاة أميني، وهي امرأة كردية إيرانية تبلغ من العمر 22 عاما، في 16 سبتمبر أيلول في أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق في طهران لارتدائها "ملابس غير لائقة". وفي حين لا يعتقد المراقبون أن الاضطرابات اقتربت من الإطاحة بالحكومة، فإن الاحتجاجات تمثل أحد أجرأ التحديات للجمهورية الإسلامية منذ ثورة 1979، مع انتشار تقارير عن امتداد الإضرابات إلى قطاع الطاقة الحيوي. وتشن السلطات حملة قمع دامية. وأظهرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي شاحنات تنقل دبابات خضراء داكنة إلى مناطق كردية، مما يزيد الرهانات على حدوث تمرد. ولم يتسن لرويترز التحقق من لقطات الفيديو. ولقى ما لا يقل عن 185 شخصا، بينهم 19 قاصرا حتفهم، وأُصيب المئات واعتقلت قوات الأمن الآلاف، حسبما قالت منظمات حقوقية. وتقول الحكومة الإيرانية إن أكثر من 20 من قوات الأمن قتلوا. وقالت السلطات إنها ستحقق في مقتل المدنيين. تصاعد التوتر بشكل خاص في المناطق الكردية التي تنحدر منها أميني. وتقول منظمات حقوقية إن الأقلية الكردية في إيران، والتي يزيد عددها على عشرة ملايين شخص، تتعرض للاضطهاد منذ فترة طويلة، وهو اتهام تنفيه الجمهورية الإسلامية. وقالت شبكة حقوق الإنسان في كردستان إن الاحتجاجات مستمرة للأسبوع الرابع في تلك المناطق "رغم الأجواء الأمنية المتوترة وعسكرة تلك المدن". وأضافت أن قوات الأمن قتلت 30 محتجا على الأقل وأصابت 825 آخرين واعتقلت أكثر من ألفين في المناطق ذات الغالبية الكردية. ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من صحة هذا التقارير. وقالت منظمة هنجاو لحقوق الإنسان أمس الاثنين إن قوات الأمن أطلقت النار على منازل في مدينة سنندج الكردية. وأنحت السلطات الإيرانية باللوم في أعمال العنف على أعداء بمن فيهم معارضون مسلحون من الأكراد الإيرانيين بعد أن هاجم الحرس الثوري قواعدهم في العراق المجاور عدة مرات خلال أحدث الاضطرابات. وكرر وزير الداخلية أحمد وحيدي الاتهامات بأن الجماعات الكردية الإيرانية المعارضة تدعم الاحتجاجات وقال إن قوات الأمن "ستعمل على تحييد الجهود اليائسة المناهضة للثورة". * قطاع الطاقة استمرت الاضطرابات في ساعة متأخرة من مساء أمس الاثنين وخلال الليل بعد أن امتدت المظاهرات إلى قطاع الطاقة الحيوي في البلاد، وفقا لما أظهرته مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لم يتسن لرويترز التحقق من صحتها. وقال حساب (تصوير1500) على تويتر، والذي يحظى بمتابعة على نطاق واسع، إن حركات إضراب نُظّمت بمنشآت الطاقة في جنوب غرب إيران لليوم الثاني اليوم الثلاثاء، إذ احتج العمال في مصفاة نفط عبادان، وكانجان ومنشأة بوشهر للبتروكيماويات. وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على الحساب عشرات العمال وهم يهتفون "الموت للدكتاتور"، في إشارة إلى الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي. وقال مسؤول في المنطقة اليوم الثلاثاء إن العمال في مصنع عسلوية كانوا غاضبين بسبب خلاف يتعلق بالأجور وليس بسبب وفاة أميني. ونقلت قناة وكالة نادي المراسلين الشباب الإيرانية للأنباء على تيليجرام عن علي هاشمي حاكم عسلوية القول إن بعض الإيرانيين حاولوا استغلال احتجاجات العمال عبر ترديد شعارات ضد الحكومة. وساعد مزيج من الاحتجاجات الجماهيرية وإضراب عمال النفط والتجار في وصول رجال الدين للسلطة خلال الثورة الإيرانية قبل أربعة عقود. ولعب طلاب الجامعات دورا محوريا في الاحتجاجات حيث نظموا إضرابا في عشرات الجامعات. وأظهر مقطع فيديو نشره (تصوير1500) متظاهرين يضرمون النار في مكتب إمام مُصلى في مدينة فولادشهر بأصفهان وسط البلاد. ودفعت حملة القمع التي تشنها السلطات على المحتجين بعض الدول الغربية إلى فرض مزيد من العقوبات على إيران، مما أثار توترا دبلوماسيا في وقت توقفت فيه محادثات إحياء اتفاق طهران النووي لعام 2015 مع القوى العالمية. وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا اليوم الثلاثاء إن هناك خمسة فرنسيين محتجزين الآن في إيران، وإن الاتحاد الأوروبي وافق على الجوانب الفنية لفرض عقوبات على طهران تدخل حيز التنفيذ الأسبوع المقبل. وانتقدت فرنساإيران في السادس من أكتوبر تشرين الأول واتهمتها باتباع "ممارسات دكتاتورية" واحتجاز مواطنيها رهائن بعد بث فيديو يظهر فيه فرنسي وفرنسية يعترفان بالتجسس.