واصل المحتجون الإيرانيون تحدّي السلطات في الأسبوع الرابع لتحرك مناهض لنظام الملالي على الرغم من حملة القمع التي يتخلّلها إطلاق الغاز المسيل للدموع في طهران، في حين أفادت تقارير الإثنين باستخدام أسلحة ثقيلة في مناطق كردية في شمال غرب البلاد. وأشارت تسجيلات فيديو نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي إلى تنظيم احتجاجات في نقاط مختلفة في العاصمة وغيرها من المدن. في الأثناء، اتّهمت منظّمة "هنكاو" الحقوقية الكردية السلطات باستخدام أسلحة ثقيلة بما في ذلك "قصف" أحياء في سنندج بالمدفعية و"الأسلحة الرشاشة"، في معلومات تعذّر على وكالة فرانس برس التحقّق من صحّتها من مصادر مستقلة. وبدأت الاضطرابات قبل أكثر من ثلاثة اسابيع على خلفية وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني البالغة 22 عاما في المستشفى على أثر اعتقالها في طهران على يد شرطة الأخلاق السيئة الصيت بتهمة انتهاك قواعد لباس المرأة في إيران. وأعقبت وفاتها احتجاجات واسعة. يقول محلّلون إن الاحتجاجات التي تشهدها إيران متعدّدة الأوجه، من مسيرات في الشارع مرورا بإضرابات طلابية وصولا إلى تحركات اعتراضية فردية، وهو ما يعقّد محاولات السلطات قمع التحركات. وكانت الاحتجاجات قد انطلقت بادئ الأمر في منطقة كردستان التي تتحدّر منها أميني في شمال غرب إيران، وقال نشطاء إن محتجين فرضوا في بعض الأحيان سيطرتهم على بعض الشوارع. وأفادت "منظمة حقوق الإنسان في إيران" التي تتخذ من أوسلو مقرّاً، بمقتل 95 شخصا على الأقل في حملة قمع الاحتجاجات منذ 16 سبتمبر. ومنذ 30 سبتمبر قتلت قوات الأمن 90 شخصا آخرين في مدينة زاهدان بمحافظة سيستان بلوشستان في جنوب شرق إيران، خلال قمع احتجاجات اندلعت على خلفية تقارير عن اغتصاب فتاة تبلغ 15 عاما خلال وجودها قيد الاحتجاز في مدينة شاباهار الساحلية، وفق ما أوردت منظمة حقوق الإنسان في إيران نقلا عن "حملة نشطاء البلوش" ومقرها المملكة المتحدة.