قِيَمُكَ تُحددك، ولكن هل تعكس استثماراتك من أنت؟ دخلت المملكة العربية السعودية اليوم حقبة جديدة تقوم على رؤية 2030 لبناء غد مستدام تتمركز الاستدامة فيه صميم التطوير. ويشير الاستثمار المسؤول إلى الاستثمار في نشاط اقتصادي يساهم في هدف بيئي أو هدف اجتماعي. فمن خلال الجمع بين نُهج الاستثمار التقليدية والرُؤى البيئية والاجتماعية والحوكمة، يَتخذُ المستثمرون من المؤسّسات نَهجًا مُستدامًا لمتابعة أهدافهم. إذا ما كُنت تهتمُ بقضية ما أو تقودُ التغيير الاجتماعي، فإن الاستثمار المستدام هو الطريقة المُثلى للاستثمار من أجل العوائد التي تتوقعها مع الحفاظ على قِيَمِكَ. من الممكن أن نتطرّق هنا إلى ثلاث طُرق رئيسة للاستثمار المستدام: الاستبعاد: «أريد استبعاد الشركات أو القطاعات المثيرة للجدل التي لا تفي بمعايير الاستدامة الخاصة بي». حيث يستبعد المستثمر الشركات والصناعات التي لا تعكس قيمه من محفظته الاستثمارية كالتي تأتي إيراداتها من التبغ أو القمار مثلاً. الاندماج: «أريد دمج عوامل متعلقة بالبيئة والمجتمع والحوكمة إلى جانب العوامل التقليدية لتقييم ملف المخاطر والعائد لاستثماري». حيث يدمج المستثمر العوامل البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات في محفظته الاستثمارية لتحسين العوائد وتقليل المخاطر. التأثير: «أريد البحث عن الشركات التي تحتل مرتبة عالية في قطاعها بناءً على معايير الاستدامة». حيث يستثمر المستثمر بهدف إحداث تأثير بيئي واجتماعي قابل للقياس، إلى جانب العائد المالي. والاستثمار المستدام هو استثمار مسؤول حيث ذُكِرَ في الدّليل الإرشادي للإفصاح عن الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات لسوق الأوراق المالية «تداول السعودية» ستة مبادئ للاستثمار المسؤول والتي هي بمثابة إجراءات ممكنة لدمج قضايا البيئة والمجتمع والحوكمة في ممارسة الاستثمار. من أهم هذه المبادئ التزام المستثمر بدمج قضايا البيئة والمجتمع والحوكمة في تحليل الاستثمار وعمليات صنع القرار والحرص على الإفصاح العادل والفعال عن هذه القضايا من قبل الكيانات المُستَثمَرِ فيها. وفي هذا الإطار أجرينا دراسة ميدانية حول مدى تأثير الإفصاح عن الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات على كفاءة الاستثمار وخَلصت النتائج إلى وجود علاقة طردية مثمّنةً دور الإفصاح غير المالي في اتخاذ القرارات الاستثمارية في الشركات السعودية المُساهمة.