نحتفل هذه الأيام المباركة بمرور 92 عاماً على توحيد بلادنا العزيزة على يد المؤسس صقر الجزيرة، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه وجزاه خيراً عن الإسلام والمسلمين -. لقد كان العالم في يوم الخميس 21 / 5 / 1351ه الموافق 23 / 9 / 1932م على موعد مع انطلاقة مسيرة العطاء، والبناء لبلد معطاء، يختلف عن غيره؛ لما خصه الله سبحانه وتعالى بالقدسية؛ حيث مكةالمكرمة والمدينة المنورة، مهبط الوحي، ومهوى أفئدة المسلمين وقبلتهم يوماً وليلة خمس مرات. إن ما قام به جلالة الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - من جهد عظيم - بتوفيق من الله - يفوق الوصف حيث لمّ شتات البلاد ووحّد قلوب أبنائها، قبل توحيد أرجائها فأصبحوا على قلب رجل واحد منطلقاً من تحكيمه لشريعة الله وإرساء مبدأ العدل والمساواة يسانده في ذلك رجاله المخلصون، فتفانى الجميع في الدفاع والذود عن حياض الوطن ومقدساته. ومنذ أن تولى الحكم - رحمه الله - تحقق الأمن والأمان بفضل الله ثم بتحكيمه لشرع الله والذي اختاره دستوراً ومنهجاً تسير عليه بلادنا منذ تأسيسها، ومع الأمن والأمان اللذين نتفيأ ظلالهما واللذين يعدان مضرباً للأمثال ازدهرت البلاد، ونمت، وخطت خطوات سريعة في جميع المجالات. عندما نستذكر سيرة الملك عبدالعزيز - رحمه الله - نقرأ فيها قوته وشجاعته وتدينه وقيادته الحكيمة وأبوته الحانية. وبعد وفاته - رحمه الله - سار على نهجه أبناؤه البررة الملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد، والملك عبدالله، فأكملوا المسيرة رحمهم الله وجزاهم خير الجزاء. وها نحن في هذا العهد الميمون؛ عهد ملك الحزم، والعزم، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - ننعم بحمدالله بالأمن والأمان والرخاء والازدهار في جميع المجالات، أذهلت العالم لا سيما في المجال الاقتصادي متطلعين جميعاً إلى تحقيق رؤية 2030 رؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان فبهمته العالية وعمله الدؤوب استنهض الجميع، ففي كل يوم نرى شواهد البناء الحضاري وعلى جميع المستويات وبسواعد أبناء الوطن. وللأوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق الوطن غالٍ وله حقوق على أبنائه، والوطنية ليست أقوالاً وشعارات ترفع بل أفعال واجب على الجميع أن يتحملوا المسؤولية وأن يعملوا جاهدين في الذود عن الوطن وخدمته وتنميته كل في مجاله. أسأل الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وأن يديم على بلادنا سلمها وأمنها وأمانها وعزها ورخاءها، وأن يحفظ شعبها وأن يعيد هذه المناسبة الغالية، ونحن في خير وهناء، ودمت عزيزاً شامخاً يا وطني.