رفع معالي رئيس جامعة الملك فيصل الدكتور محمد بن عبدالعزيز العوهلي باسمه ونيابة عن منسوبي وطلبة الجامعة التهنئة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحبِ السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله تعالى- بمناسبة اليوم الوطني الثاني والتسعين، مبينًا أن هذا اليوم يدعونا إلى شكر الله تعالى وحمده إذْ أنعم على هذه البلاد الطاهرة بفضله ومنته، وأمنه وأمانه، ومكّن فيها لخير قيادة، حَكَمَتْ بالعدل ربوعه، ونشرت بالوسطية شريعته، وعبر معاليه عما يغمر الجميع من مشاعر الولاء والاعتزاز بهذا اليوم التاريخي الذي مكّن الله فيه للمؤسسِ الملكِ عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود –طيب الله ثراه-، ليوحّد ويجمع شتات أرجاء الوطن تحت ظل راية التوحيد، لتستظل هذه الأرض الطاهرة على مدى عقود مباركة بقيادة رشيدة مؤمنة أقامت في ربوعها شريعته السمحة، وروّتها عدلًا، وعطاء، ورخاء، فتسامت عزة وفخارًا، ووحدة وتلاحمًا، وأمنًا وسلامًا، ونعمت بكل ألوان الحياة التنموية العصرية. وأوضح معاليه أن التعليم يمثل أساس التنمية لذا رعت هذه القيادة المباركة غراسه في كل بقعة من أنحاء الوطن، فحظي العلم وطلبته بآلاف من الصروح التعليمية والبحثية، وتوالت من إشعاعها منجزات الوطنِ التنموية، يهديها له أبناؤُه وبناتُه الأوفياء بعد أن أسهم في تكوينهم وتأهيلهم معرفيًّا ومهنيًّا في ظل إيمان القيادة الرشيدة -أعزها الله- بأنهم ثروة الوطن الحقيقية، وجوهر منجزاته، ومحور نجاحاته. وأشاد معاليه بما تحقق بفضل الله تعالى في هذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله تعالى- من منجزات متوالية لتطلعات رؤية المملكة 2030، وما تحقق لقطاع التعليم في ضوئها من تحول وتطوير، ونقلة نوعية كان من أبرز منجزاتها: إطلاق نظام الجامعات الجديد، وتطوير منظومة التقنية التعليمية، والهيكل التنظيمي المؤسسي، واللوائح التعليمية والبحثية، وتعزيز الارتباط بين المخرج التعليمي ومتطلبات التنمية، وما تحقق إثر ذلك للتعليم في المملكة على مستوى العالم من تفوق وتقدم مشهود في منافسات ومعايير وتصنيفات الهيئات والمؤسسات العالمية، مما جعلها في مصاف الدول المتقدمة في مجال التعليم. وأشار معاليه إلى أن جامعة الملك فيصل وفي ظل هذه الرعاية الكريمة حققت عددًا من المنجزات منذ انطلاق هويتها المؤسسية التنموية الرامية إلى المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، والتي أصبحت –ولله الحمد- أحد محاور التوجهات الوطنية الأربعة للبحث والابتكار والتطوير التي أعلن عنها سمو ولي العهد –حفظه الله-، وفي ضوء ذلك تجسدت هوية الجامعة بفاعلية في وظائفها الأساسية (البحث العلمي، والتعليم والتعلم، والابتكار وتنمية الأعمال، والشراكة المجتمعية)، وأسهمت جميع قطاعات الجامعة من كليات وعمادات مساندة ومراكز بحثية في تحقيق تطلعات هذه الهوية بما يتوافق مع تخصصاتها، لينعكس هذا العطاء المنسجم إلى مكتسبات في كل المجالات، والتي كان من أبرزها: تطوير الهيكلة لتعزيز الكفاءة المؤسسية، وإطلاق منظومة اتخاذ القرار وقياس الأداء، والحصول على الاعتماد الأكاديمي المؤسسي، واعتماد عدد من البرامج الأكاديمية، وتحقيق المركز الثاني على مستوى المملكة في المبادرات المجتمعية المتعلقة بجائحة كورونا، وحصد جائزة عالمية للتميز في تمكين التعليم من خلال منصة بلاكبورد، وجائزة الإبداع والابتكار في التعليم عن بعد من الهيئة الأوربية للاعتماد الدولي، وتحقيق المركز 221 في تصنيف الجامعات الأكثر استدامة، وترشيحها ضمن القائمة النهائية في فئة المؤسسات المستدامة في Green Gown Awards، وضمن أفضل 200 جامعة عالمياً في «تصنيف التايمز حول الأثر والتأثير عن الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة، ووصولها إلى القائمة النهائية كواحدة من أفضل 8 جامعات في فئة، الاستراتيجية الدولية، وبيئة العمل، والقيادة. كما وقعت الجامعة مع هيئة تقويم التعليم والتدريب اتفاقيات اعتماد 60 برنامجًا من برامجها الأكاديمية، وأطلقت مشروع إطار (كفو) لإثراء الخبرة الجامعية، وتكوين خريج منافس عالميًّا، حيث يدعم هذا المشروع رحلة الطالب الجامعي منذ المرحلة الثانوية إلى ما بعد التخرج، وكان من ثمرات هذا المشروع تحقيق مراكز أولى متقدمة في اختبارات مخرجات التعلم، واختبارات المهارات الأساسية في عدد من التخصصات وفقًا لتقرير مخرجات التعلم الصادر عن هيئة تقويم التعليم والتدريب. كما تزايد النتاج البحثي والاقتباسات (4) أضعاف خلال السنوات الخمس الأخيرة طبقًا لقواعد بيانات النشر في Scopus و ISI، حيث دعمت الجامعة الابتكار والتميز لدى الباحثين في حقول المعرفة المتنوعة، وسعت لتوفير مناخ للتفاعل والإبداع، مما أدى إلى تحسن معدل النشر العلمي بزيادة 55 % عن عام 2020م، وتحسن نسبة النشر في أرقى المجلات العلمية العالمية ذات النشر البحثي النخبوي، فوصلت إلى 84 %، وتجاوزت الاستشهادات البحثية إلى أكثر من (16) ألف بمعدل زيادة (35%) عن عام 2021م، وتم تسجيل (10) براءات اختراع هذا العام بمعدل نمو (400%) عن العام الماضي، وتم الحصول على تمويل ل(450) مشروعًا بحثيًّا ضمن مسار التمويل المؤسسي من وزارة التعليم، إلى جانب تعزيز تعاونات بحثية مع باحثين متميزين من أكثر من (50) دولة حول العالم، وأصبحت الجامعة ضمن أفضل (200 – 300) جامعة عالمياً في العلوم البيطرية، و(401-500) في علوم الصيدلة في تصنيف شنغهاي، وفي المرتبة الثالثة بين الجامعات السعودية في مؤشر نيتشر عن فئة «الطبيعة والعلوم في عام 2020». وماتزال الجامعة تتفاعل مع مجتمعها بإيجابية لإحداث أثر محلي ووطني بالتركيز على مجال الهوية حيث وقعت عددًا من الشراكات الاستراتيجية مع كبرى الجهات الحكومية والخاصة لتعزيز توجهات هويتها، ونفذت أكثر من (160) نشاطًا موجهًا للمجتمع. وفي إطار قطاع الابتكار وتنمية الأعمال انطلق العمل مع برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية لإطلاق (18) برنامج بكالوريوس متضمنة لسنة في الصناعة، وتم تدشين منصة اغتناء للبرامج التعليمية المُسرّعة بالشراكة مع جهات حكومية وخاصة، وتم توقيع اتفاقيات عمل تعاونية مع مجموعة من الشركاء الدوليين من ذلك منظمة الإبل وشركة هاتش كورتر، وتخريج مشاريع ريادية في مجالات الأغذية الصلبة، وتوريد الأعلاف، والتوصيل الكهربائي الذكي، والمكملات العشبية للخيل والإبل، وترشيد استهلاك المياه وإعادة تدويرها، وتقديم أكثر من 300 خدمة واستشارات أعمال عبر منظومة مراكز ووحدات الأعمال بالجامعة لأكثر من 1500 مستفيد، وتأسيس شركتي «راسيات الهندسية» و «فواصل الإعلامية» في شركة وادي الأحساء المملوكة لصندوق الاستثمار بالجامعة، والعمل على زيادة العقود الاستثمارية، واستغلال أصول ومنشآت الجامعة، والذي توج مؤخرًا بتشغيل المنشآت الرياضية. وأكد معاليه أن هذه المنجزات التي تحققت بفضل الله تعالى، ثم بدعم ورعاية القيادة الرشيدة –أيدها الله- تدعونا لمزيد من العطاء لأجل الوطن، والذي تفيض قلوب أبنائه وبناته اليوم سعادة كبرى بيومه التاريخي، نابعة من روح انتمائِهم وولائِهم لقيادتِهم ووطنِهم، وشعورِهم بالفخرِ والاعتزاز بعقيدتهم، وبتاريخ وطنهم وأمجاده، مؤكدين مضيهم للعمل في شرفِ خدمةِ الوطن، ورفع اسمه ورايته في كل محافل الشرف، وحفظ مكانته، وصون وحدته تحت راية قيادته الرشيدة -أيدها الله-. د. محمد بن عبدالعزيز العوهلي