يعتز كل مواطن بوطنه، ويترجم هذا الاعتزاز إلى احتفال به في جميع المناسبات، والتي منها اليوم الوطني ال 92؛ فهو بالنسبة لنا يأتي بعد الأعياد الرسمية من حيث الأهمية، اليوم الوطني هو تعبير عن ضرورة الحفاظ على كافة مفاهيم الوحدة والولاء بين فئات المجتمع وتعبيراً عن مدى حبهم لبعضهم البعض وتقديرهم لقيادتهم الرشيدة. ونحن نحتفل بتوحيد هذه البلاد وتسميتها باسم المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-، وهدفنا هو المقارنة بين ما كانت عليه بلادنا قبل توحيدها من تفرق وتشتت وانتشار للبدع والخرافات وعدم وجود القائد الذي يجمع شملها تحت راية واحدة وما نحن عليه الآن. فعلينا في هذا اليوم أن نتذكر بسالة وشجاعة الأجداد وتضحياتهم تحت راية الملك عبدالعزيز -رحمهم الله جميعاً-، فقد كافحوا وجاهدوا حتى توحدت بلادنا وأصبح لها كيان مستقل. إن وطننا تهون دونه كل التضحيات ونبذل حياتنا في سبيله؛ وعلينا أن نُعلم الأجيال القادمة أن معنى الوطن هو أن نحيا أو نموت دونه، فندافع عنه في وقت الشدة، ونشارك في بنائه في وقت الرخاء. إن توحيد هذه البلاد المترامية الأطراف لم يكن بالأمر السهل وإنما كان صعباً وشاقاً على كل من شارك وضحى من أجل توحيد حتى أصبح كياناً مستقلاً نتفاخر به على مستوى العالم. إن من كافحوا وجاهدوا في توحيد هذه البلاد لم يكن هدفهم سياسيا ينتهي برسم الحدود وتحديد المواقع وإنما كان الجهد مقروناً بالعمل على تخليص العقيدة مما علق بها من البدع والخرافات المنتشرة في ذلك الوقت والذي يرجع سببه إلى بعد هذه البلاد عن المراكز والقوى السياسية المؤثرة بالإضافة إلى عدم وجود القائد الذي يجمع شتاتها على كلمة واحدة، حتى قيض الله لها "فارس التوحيد والبناء" الملك عبدالعزيز الذي كافح لعدة عقود لاستعادة أمجاد آبائه وأجداده وتوج هذا المجهود والكفاح بوحدة شاملة لهذه البلاد. وختاماً فالوطن هو رمز الأمان والسلام وحبه لا تصفه كلمات ولا عبارات، فعلينا في هذا اليوم أن نزداد فخراً بوطننا، وأن يكون احتفالنا به لاستعراض الإنجازات التي تشهدها بلادنا عاماً بعد عام منذ عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-. كذلك يجب أن يعرف الجميع أن الوطن شجرة طيبة لا تنمو إلا بالتضحيات وبذل الغالي والنفيس من أجله. احتفالنا بهذا اليوم تأكيد لانتمائنا له. حفظ الله وطننا من كل مكروه، وحفظ لنا قادتنا وولاة أمرنا، وأن ندعو الله أن يظل علم بلادنا عالياً مرفرفاً على الدوام.