مبارك لفريق الهلال السعودي فوزه في لقب بطل كأس لوسيل التي أقيمت في الدوحةالقطرية، على نظيره وشقيقه الزمالك المصري، المباراة التي تحاكي نهائي الأفرو-آسيوي، وعلى أحد ملاعب كأس العالم في قطر المنوي إقامتها شهر نوفمبر المقبل، وان كانت هذه المباراة دولية، إلا أنها تأخذ طابع الودية، لكن جائزتها المالية الضخمة أعطتها دافعا وحماسا للفريقين، مباراة من الناحية الفنية كانت محصورة رغبة الفريقين في الفوز، وبالتالي لم نكن ننتظر أداء فني على مستوى عالٍ، وبنفس الوقت دخلنا المباراة وما زالت مباراة الهلال مع الأهلي المصري في كأس أندية العالم حاضرة، لكن هلال دياز ليس كهلال جارديم. الزمالك بتشكيلته وإدارته ومدربه، فريق من العيار الثقيل جدا، بل أكثر من جدا، وبالتالي من الناحية البدنية وأسلوب اللعب فهو ند قوي جدا ليس للهلال فقط، بل لأي ناد عالمي آخر، لكن ما رأيناه في المباراة كان أمرا مختلفا، لأن الهلال بدأ المباراة وختمها وهو الفريق المسيطر، وهو الضاغط، وهو الذي كنا نراه الأقرب للتسجيل والفوز، وإن انتهت المباراة بالتعادل بهدف لكل فريق، وانتقلت لضربات الترجيح المباشرة، والسبب أن الزمالك ليس من الفرق التي تستسلم بسهولة، فريق بطل قوي قاري. حين تشاهد المباراة بالملخصات، ستجد كم أن الهلال فريق قوي، متجانس، يمتلك خطي وسط وهجوم مرعبين، يمتلك فنيات لاعبين قاتلة مدمرة لأي تكتل دفاعي، ومحطمة لأي تنظيم وسطي، دكة احتياط الهلال لا تقل عن الرئيسين، بل تشعر أن الاحتياطين في الهلال ليسوا مجرد بدلاء، بل هم يلعبون ضمن خطة مختلفة عن التي يلعب بها الفريق الرئيسي، لهذا الزمالك دافع وبقوة، والهلال تشعر وكأنه في لحظات عديدة من المباراة، لم يكن اللاعبون يعرفون مسبقا أنهم بهذه القوة أساسا، تفجرت قوتهم وطاقاتهم، وتجاوزوا العامل البدني واللياقة، تغلبوا على الأشقاء المصريين بكل اقتدار. لا علينا من المناكفات بين مشجعي الفرق، خاصة في مصر بين الأهلي والزمالك، ولا حتى لدينا في السعودية، لكن وحدهم لاعبو الزمالك من عرف جيدا أنهم يواجهون وحشا كاسرا اسمه الهلال ويقوده رامون دياز وابنه، وحدهم لاعبو الزمالك من يعرفون أنهم لو كان هناك وقت إضافي قبل ضربات الترجيح لسحقهم الهلال، وحدهم لاعبي الزمالك من يعرفون أنهم أقوياء وأنهم لعبوا بشكل رائع، لكن واجهوا فريقا أقوى بكل اختصار، ويكفي أنهم لعبوا مع فريق كان متأخرا في الدوري السعودية بفارق تجاوز ال11 نقطة، وعاد وكسب لقب الدوري السعودي. الهلال اليوم ليس فقط مطالب بتحقيق لقب الدوري، ولا حتى لقب آسيا، بل الهدف هو كأس أندية العالم، نعم الأمر أبدا ليس سهلا، والخصوم من أوروبا وأمريكا اللاتينية بالمرصاد، لكن الهدف الحالي هو نهائي أندية كأس العالم على أقل تقدير، وبكل موضوعية وحيادية، فإن تشكيلة الهلال اليوم المتنوعة المتجانسة قادرة على تحقيق هذه الهدف الكبير، سواء اللقب أو نهائي كأس أندية العالم. مبارك مرة أخرى للوطن السعودي قيادة وشعبا فوز الهلال، ولجماهير الهلال، ولإدارة الهلال، ومبارك للمشرفين والمسؤولين في الدوحةالقطرية على التنظيم والملعب المميز، وهاردلك للزمالك بطل إفريقيا. د طلال الحربي