حذر الشيخ أحمد بن سعود البليهد المستشار والمصلح الأسري من ظاهرة حب الذات والأنا في نفوس النشء، وتزايدها في وسائل التواصل الاجتماعي، والتقليل من فضل الإيثار في حياة الإنسان، والانخداع بالاستغناء عن الآخرين. وأكد الشيخ البليهد أنه لابد من تحرير مصطلح الندان انكار، وهما الذات والأنانية، فالأنانية في مفهومها الدارج أن الأناني هو ذلك الشخص الذي لا يهتم إلا بنفسه، ولكن الأنانية تشير في الحقيقة إلى من يضع رغباته واحتياجاته فوق رغبات الآخرين واحتياجاتهم، وأما مصطلح إنكار الذات في المقابل، يعتبر إنكار الذات عند الناس من الخصال الجميلة، ويُنظر إلى من يتصفون به على أنهم كرماء وقادرون على بناء علاقات إنسانية تتسم بالألفة والمحبة.وأشار المستشار والمصلح الأسري أنه لابد من الإنصاف والتوسط في هذا المجال بالرجوع للكتاب والسنة، فكتاب الله يقول "رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مسلماً" هنا تقدمت الذات ومن ثم الآخرين، "وابتغي فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك" هذا من ناحية القرآن، أما بالنسبة للسنة: قول المصطفى عليه الصلاة والسلام "والذي نفس محمد بيده لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحِب لنفسه من الخير" وفي الحديث الآخر "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة" فيجب علينا التوسط في نفع الذات أو إنكارها وفي نفع الناس أو التخلي عنهم، ولا يكون شعارنا "أنا ومن بعدي الطوفان"، والحياة لا ولن تستقيم إلا بالتعاون وحب الخير للجميع.