القلق المفرط من البقاء وحيدا. الشعور بالخوف مما سيحدث لي لو بقيت وحيدا.. الشعور بالخوف من المستقبل لأنه سيبقى وحيدا.. الشعور بالتهديد بأنه سيبقى وحده في وقت قريب. القلق المستمر المزمن من توقع الوحدة.. رهاب الوحدة هو قلق يصيب الكثير من الناس على وجه المعمورة، ينشأ عندما يشعر الفرد منا بأنه قد يترك وحيدا، وعلى الرغم من عدم وجود تهديد حقيقي من بقائه وحده، إلا أنه يكون غير قادر على التخلص من هذا الخوف وما يترافق معه من أعراض عدة تحول بينه وبين حياته، فيصبح مترددا وخائفا ويشعر بالحاجة الدائمة الملحة إلى أن يشاركه شخص ما تفاصيله، وحتى عندما يحدث ذلك إلا أنه يخاف من الخوف بحد ذاته بأن لا يكن بجانبه يوما ما، ويذكر أن المصاب قد يفقد قدرته على أداء وظائفه اليومية بشكل طبيعي وهو وحده إلى أن يأتي من يرافقه. رغم أن الإنسان العصري اليوم أصبح بين يديه تواصل مع العالم بسبب سهولة التنقل وتوافر التكنولوجيا والعالم الرقمي، إلا أن الوحدة أصبحت مرضا شائعا بسبب انعزال الكثير عن العالم الخارجي. هناك أنواع مختلفة من الخوف من أن تكون بمفردك، وقد يكون لكل منها أسباب نفسية كامنة مختلفة. قد يرتبط الخوف من أن تكون وحيداً في مكان غريب في العلن والذي يشابه الرهاب الاجتماعي أو الخوف من الأماكن الجديدة. قد يكون مرتبطًا بذكريات مؤلمة أو بمشاعر عدم الثقة في حالة طارئة، وهو مصدر قلق مشترك لكثير من الناس الذين يخشون أن يكونوا وحدهم حتى عندما يكونون في منازلهم. وبشكل عام، يجب ألا تؤثر هذه المخاوف على الطريقة التي تعيش بها حياتك، إلى جانب تشجيعك على اتخاذ احتياطات السلامة العقلانية، ويمكن لمعظم الأشخاص تحديد شخص أو عدد قليل من الأشخاص الذين يساعدون في تكوين نظام الدعم الخاص بهم. فى معظم الوقت، هذه المشاعر تكون خفيفة وقصيرة الأجل نسبيا، وقد تكون، في الحالات القصوى مؤشرا على اضطراب القلق، هذا الخوف شائع في الأطفال الصغار، ويعتبر بشكل عام جزءًا طبيعيًا من التطور ولا يتم تشخيصه كحالة مثل اضطراب قلق الانفصال ما لم يستمر في مرحلة الطفولة لاحقًا علاج رهاب الوحدة عادة ما يعالج مصاب هذا النوع من الرهاب بالعلاج النفسي. ويعد العلاج بالتعرض والعلاج المعرفي السلوكي أكثر أنواع العلاج النفسي شيوعا، فالعلاج بالتعرض يعالج السلوك الذي يهرب منه المصاب (وهو الوحدة هنا)، والذي نشأ مع الوقت، عبر تعريضه له بشكل تدريجي. وهدف هذا العلاج هو تحسين جودة حياة الشخص لتتوقف الوحدة عن الحد من قدرته على أداء وظائفه اليومية، أما العلاج المعرفي السلوكي، فهو أيضا يعرض المصاب لما يخافه، لكنه أيضا يستخدم أساليب أخرى ليعلمه كيف يواجه الوحدة في أسلوب بنائي أكثر.