عجلة التعليم تتحرك من جديد ليبدأ عام دراسي يبرز دور الأسرة المكمل لدور المدرسة خلال هذه الأيام في التهيئة السليمة والاستعداد النفسي، وزراعة حب التفاؤل والإيجابية دون المبالغة بالوصف كأنها مرحلة انتقالية كما يسوق لها البعض، والموضوع لا يتعدى مهام صباحية يقوم بها الأبناء في ذهابهم للمدرسة وبعض الفروض المسائية من واجبات أو استذكار لبعض الدروس، مع المحافظة على الأنشطة الاجتماعية والترفيهية في باقي اليوم وزيادتها خلال نهاية الأسبوع، ولكي لا نقع في بعض الأساليب السلبية لدى بعض الأسر والتي تحتاج مراجعة في حرمان الأبناء من وقت اللعب والأنشطة بحجة أن وقت الجد والواجبات قد بدأ، ما يؤدي إلى رسم صورة متجهمة للعام الدراسي عندهم. وعلى الأسرة الحرص على تنظيم أوقات النوم بانتهاء كافة الأنشطة والفعاليات مبكراً لكي يستعد الأنباء للنوم وأخذوا القسط الكافي من الراحة، وليسهل عليهم من غد إتمام يومهم الدراسي بكافة أنشطته بتفاعل وحيوية، وأن يكون هناك أمكان مخصصة لهم للدراسة في المنزل لمراجعة الدروس ووضع الأدوات والمقررات الدراسية، مع تطمين الأولاد بأن كل مستوى تعليمي يناسب نموهم المعرفي، وأنه لا توجد هناك صعوبات دراسية لا يمكن تجازوها، ولكل يسهل مع الانتباه لتعليمات وشروحات المعلمين والمعلمات والقيام بالفروض المنزلية المقررة عليهم. إن أهم المبادئ الإرشادية التي يمكن أن تتخذها الأسرة في وقاية الأبناء من السلوكيات الخاطئة، وتحفيزهم ذاتياً على المبادرة وإحسان التصرف وتعديل السلوك هو التعامل المنفتح والمتفهم الصريح مع الأبناء داخل الأسرة بحيث يشعرون بالارتياح في الحديث مع الأب أو الأم كعادة يومية لهم، حول أي موقف قد يواجههم في تفاعلاتهم اليومية مع الآخرين أو يومهم الدراسي، وعدم لومهم على أخطاء أو سهو سلوكي ارتكبوه، بل التشاور والتوجيه لسلوك أفضل في مواقف مشابهة لاحقة، يجنّبهم مع الأسرة كثيراً من محاولات ومناورات «المراقبة البوليسية» ثم لعبة «القط والفأر» التي قد يلجأ إليها الأبناء عند التشدّد الزائد من الأسرة، وفرض الرقابة الصارمة على تحركاتهم مهما كانت بسيطة أو لا تستحق أحياناً. وبرغم أن الأسرة تعد العامل التربوي الأول في تكوين الانضباط الذاتي للطلاب، إلا أن المدرسة تبقى وستستمر مؤسسة اجتماعية تنموية تربوية، الهدف منها في الأساس إعداد جيل جديد من النشء قادر بما يمتلك من قدرات ومهارات على التفكير، والعمل، والبناء، والإنتاج، للانطلاق نحو المستقبل، وصقل حياتهم، وتزويدهم بمهارات الحياة كافة، والتأكيد على تمسكهم بالقيم الأخلاقية والجمالية التي تحقق التعاون، والتكافل، والتسامح والإيثار بين أفراد المجتمع، وتفعيل الدور التثقيفي والتوجيهي بما يُعزِّزُ الانتماءَ الوطني في نفوسهم، وتمكّنهم من تحمّل المسؤولية في خدمة دينهم ووطنهم وولاة أمرهم، والمساهمة في تنمية المجتمع وتطوره، وتمكينهم من التعامل مع معطيات العصر الحديث ومعارفه. * متخصص في الإرشاد النفسي والتربوي