بدأت تتسع دائرة التعصب الرياضي وتعميقه في عيون الصغار والكبار ومن المؤسف أن تيار التعصب يقوده رؤساء بعض الأندية وإعلاميون محسوبون وقنوات محسوبة على الإعلام السعودي ومواقع التواصل الإلكترونية مما يتسبب في تقوية وتنشيط تيار التعصب الرياضي، وكما نعلم ويعلم الجميع أن الرياضة ثقافة وفن ووعي، نشاط ذهني وبدني، إلا أن هذه الصفات الرياضية بدأت بالاندثار مع تيارات التعصب التي لا تخدم المجتمع، ما نشاهده بشكل شبه يومي من عبارات الاعتذار (امتثالاً للحكم الابتدائي الصادر من.. فإنني أعتذر لنادي... وأعتذر لفلان بسبب تغريدات مسيئة أو تجاوزات بسبب التعصب الرياضي) فمثل هذه الأحكام المنتهية بالاعتذار غير كافية وغير رادعة لعموم المتجاوزين لحدود الأدب والقيم والاحترام، فمتى ما غُلطت تلك الأحكام أو وضع حد من قبل المؤسسات الإعلامية والرياضية والجهات ذات العلاقة على ردع تلك التجاوزات، وأتحدث هنا عن مسؤولية الجميع بما في ذلك وزارة الرياضة لتقوية هيبة الشاشة والصحيفة والقلم. سمو وزير الرياضة معني بما نقول، ونطالبه بالوقوف الحازم تجاه التعصب المقيت المشوه والمتشوه، وكذلك وزير الإعلام، بتوجيه تحذيرات شديدة تجاه القنوات والصحف الإلكترونية والورقية، وتحديد هوية الإعلامي الرياضي والسماح له بالظهور، وما عدا ذلك من ممتهني الإعلام يتم استبعادهم بسبب عدم الاختصاص. المساحات الرياضية أصبحت منتجاً رئيساً للتعصب والتشكيك ورمي التهم للرموز الرياضية والكيانات بل امتدت للجهات الرسمية، وهذا ناتج عن كمية الاحتقان اللامحدود في نفوس بعض الكتاب والنقاد والمحللين. نعلم وندرك أن المؤسسة الرياضية والمتمثلة في وزارة الرياضة في المملكة تعمل من أجل إسعاد الجميع ولا تعمل لنادٍ دون آخر، دون أي تمييز، لكون التمييز خارج عن القيم الدينية والأخلاقية والأنظمة المعمول بها، لذلك لا تمييز بين الأندية والتشكيك في ذلك أمر مرفوض قطعياً، ولا يجب زرع تلك الشكوك في عقول الآخرين مما ينتج عن ذلك الشحن الجماهيري وكثرة البلبلة البرامجية التي لا تمت للواقع بصلة. فحدوث التقصير أمر وارد ولكن ربما يكون غير مقصود، وما يحدث للأندية من هبوط في المستويات أمر ناتج عن الجهاز الإداري أو الفني أو كليهما، لذلك الحذر من رمي التهم جزافاً على الآخرين حتى لا تقع في أمر قد لا يُحمد عقباه، حينها نقول: الاعتذار لا يكفي.