الشائعات عبارة عن أخبار زائفة ومعلومات كاذبة ومغرضة يمارسها ضعاف النفوس والجبناء الفاشلون الذين يتسترون خلف حسابات وهمية على مواقع التواصل بهدف زعزعة الحياة الهانئة المطمئنة ونشر الخوف والإرباك للمجتمعات، وتعتبر الشائعات من أخطر الآفات على الأفراد، ولها أضرار كبيرة تؤثر على نفسية الإنسان وصحته وتأخذ مكانها في تفكيره وتنعكس على سلوكه، كما أن تناقل الشائعة دون التحقق منها وبتكرار بين الناس يجعل البعض يصدقها ويتعامل معها وكأنها واقع حقيقي وعلى أثرها تتشوّه سمعة أشخاص أو منتجات واختلاق معلومات زائفة لا وجود لها البتة، ففي الجانب النفسي تجعل هذه الإشاعات الإنسان في توتر مستمر وضغط نفسي وقد تؤدي إلى الوفاة لا قدّر الله، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِين). والشائعة لها أضرار كبيرة جداً على الفرد والمجتمع في إحداث البلبلة والتهويل والقيل والقال والتأويلات المغلوطة فهي تفسد وتفرّق وتشعل نار الفتنة والبغضاء حتى انها تفرّق بين المرء وأهله وتضعف المودة بينهم وتؤدي إلى الطلاق بين الأزواج والخصام بين الأخ وأخيه والمساس بأعراض الناس، وجاء في الحديث النبوي الشريف: "كَفَى بالمَرْءِ كَذِبًا أنْ يُحَدِّثَ بكُلِّ ما سَمِعَ". فالإشاعة أضرارها جسيمة وآثارها قبيحة، فمطلق الإشاعات لا يخاف الله وتجتمع به الخصال المذمومة، فالواجب عدم نشر أي من الأخبار إلاّ بعد التأكد من صحتها، وأن يراقب الله في كلامه وتصرفاته ويحفظ لسانه، وكما قيل «من كثر كلامه كثر سقطه»، وقد حثت النيابة العامة مشكورة على عدم الانجراف وراء الشائعات المغرضة والأخبار مجهولة المصدر وأن يكون تلقّي المعلومات من مصادرها الرسمية والذي هو واجب أخلاقي والتزام أدبى، ومسؤولية قانونية، كما حذرت من إنتاج الشائعات وترويجها، والتي من شأنها المساس بالنظام العام، وكذلك إعدادها أو إرسالها أو تخزينها عن طريق الشبكة المعلوماتية أو أحد أجهزة الحاسب الآلي وأنها لن تتهاون مع كل من يتبين تجاوزه بمثل تلك الأنشطة لينال أقصى العقوبات المقررة شرعًا ونظامًا.