يبدو أن الأول من مايو لعام 1965، سيبقى مطرزاً في ذاكرة التاريخ الصحفي السعودي للأبد، فقد كان الإعلان الحقيقي الذي دشن الانطلاقة الطموحة والرائدة لأيقونة الصحف السعودية وهي صحيفة الرياض والتي تُعدّ أول وأهم صحيفة يومية تصدر باللغة العربية في العاصمة "الرياض"، لتبدأ رحلة استثنائية ومتفردة في "بلاط صاحبة الجلالة"، لتكون في صدارة قائمة أهم وأقوى الصحف العربية من المحيط إلى الخليج. والكتابة عن "الرياض" وهي الصحيفة ذائعة الصيت والصرح الإعلامي الفريد، تحتاج للكثير من المقالات والدراسات والتقارير، فهي تجربة صحفية رائدة قل نظيرها، بل هي العنوان الأبرز والأشهر في روزنامة الصحافة السعودية والعربية. صحيفة الرياض التي ساهمت ومازالت في إثراء وتنمية المجتمع السعودي والعربي في كل الجوانب والمجالات، وخرّجت واستقطبت ألمع الأسماء والرموز الصحفية والثقافية والفكرية، ليست مجرد كيان صحفي متكامل ومميز، بل هي أنموذج صحفي متفرد ومدرسة صحفية لا مثيل لها، ساهمت ومازالت في شتشكيل وصياغة الفكر والوعي في المجتمعين السعودي والعربي، وكانت ومازالت المنبر الإعلامي الوطني الرصين الذي يمتهن المصداقية ويتبنى المهنية. صحيفة الرياض، كانت ومازالت الصوت الوطني الأصيل والهادئ، تماماً كما هي رأس الحربة القوية حينما يتطلب الأمر الدفاع عن قضايا ومواقف الوطن. صحيفة الرياض الغرّاء التي أصبحت بصمة سعودية مميزة في عالم الصحافة، كانت ومازالت المرآة الإعلامية والثقافية والحضارية التي تعكس التطور والتقدم والازدهار، التي تعيشه المملكة على الصعد والمستويات كافة. بالنسبة لي، كنت من القرّاء الشغوفين لهذه الصحيفة الوطنية الملهمة، وكم هو رائع بالنسبة لي أن أكون أحد كتابها منذ أكثر من عقد من الزمن. لقد بدأت الكتابة منذ ربع قرن تقريباً، وقد كتبت في صحيفتين وطنيتين رائعتين وهما الحياة والوطن، قبل أن تبدأ رحلتي الشيقة والمذهلة مع "الرياض"، وذلك في عام 2011، وتحديداً في الثامن عشر من ديسمبر من ذلك العام، حيث كان مقالي الأول "جامعاتنا السعودية وغياب دورها التنموي". والكتابة في "الرياض" ول"الرياض"، مهمة شاقة، خاصة في البدايات الأولى، فهي مدرسة متفردة في كل شيء، في المهنية والدقة والمصداقية والأسلوب ومقاربة الأفكار وملامسة الموضوعات، فهي صحيفة قد أسست لها خطاً صحفياً متفرداً، جعلها مدرسة صحفية مستقلة عن مختلف المدارس والنماذج الصحفية الوطنية والعربية الأخرى. صحيفة الرياض، علامة سعودية فاخرة في سماء الصحافة العربية، وهي صوت وذاكرة وطن، وهي سجل حافل بالإنجازات والإبداعات في كل المجالات والمستويات. صحيفة الرياض، خلال ستة عقود من الزمن، كانت ومازالت، المنبر الأصيل الذي ينشر الفكر والوعي والصوت الرصين الذي يحمل الأصالة والحداثة، والقلم الجميل الذي يكتب الدهشة والفرح.