تستهوي "الدحة الشعبية" عشاق هذا اللون العريق بالحدود الشمالية، من خلال تأديته في المناسبات الاجتماعية والوطنية، كأحد الفنون الأدائية المكون للثقافة السعودية في داخل الوطن وخارجه، وموروث شعبي تشتهر به مناطق شمال المملكة. وتعد "الدحة" قديماً من رقصات الحرب التاريخية الأدائية والرجولية التي تمتاز بالحماسة بإيقاعاتها، تهدف إلى بث الرعب في قلوب الأعداء أو للاحتفال بالنصر بعد المعركة، وهي عبارة عن أهازيج وأصوات تشبه إلى حد كبير زئير الأسود أو هدير الجمال، ويشارك في أدائها الشباب وكبار السن بشكل جماعي. وتُوصف في أدائها أن يصطف الرجال بصف واحد أو صفين متقابلين، ويغني الشاعر الموجود في منتصف أحد الصفين قصيدته المغناة، فيردد الصفان بالتناوب البيت بعده. ما بين المدح والفخر والغزل، بأسلوب قصصي، حيث تأتي حركة "الدحة" في نهاية الإنشاد الشعري، من خلال قيام "الحاشي" أو المحوشي أمام الصف أو بين الصفين برقصة، سواءً بالسيف أو العصا، مع ارتداء البشت، يلاعبه عادةً شخص آخر، وتقوم الصفوف بالتصفيق بشكل إيقاعي حركي حماسي يتوافق فيه الصف بشكل متقارب في أداء الصوت والحركة. كما يطلق على الدحة في التراث الشعبي ب"أنفاس الفرسان" لأهمية التوفيق بين الحركة والنفس، كما أن لها حضورا فاعلا في كل المهرجانات الوطنية.