إلى ذمة الله جدتي حصة بنت محمد الحكير. عرفتُها امرأةً تقيةً معطاءة، وجدةً بشوشة حنونة، كانت كمثل شجرة وارفة نستظل بظلّها نحن أحفادها وأبناءها وإخوتها، حتى إننا سمّيناها «صانعة السعادة». في حياتها مع زوجها جدي الشيخ سعد الكريديس كانت نعم الزوجة الوفية الصبورة، وخير سند له على تحمل أعباء الحياة ومشاقّها، فكانا معاً خير من يجتمع عنده الأهل والأقارب والأصحاب لا سيما «نخل آل كريديس» في أثناء حياة جدي سعد، وبعد رحيله استمرت جدتي حصة في استقبال أقاربها ومحبيها برحابة صدرها وبشاشتها المعروفة. ورأيتُ في علاقتها بشقيقتها موضي الحكير - رحمهما الله - أروع ما تراه العين من مشاهد الودّ والمحبة والإخلاص، وقد غادرتنا الخالة موضي.. تلك الجوهرة التي يأبى الزمان أن يجود بمثلها.. بعد حياة مليئة بالعطاء والكرم والجود، تبوأت فيها برفقة أختها حصة مكانةً مرموقة عالية الشأن بين أسرتي الحكير والكريديس؛ حيث كانتا بمثابة الأم الحنون المراعية لأحوال ذويها وجيرانها. وكذلك الشأن مع والدتي عبير الجويعي، زوجة ابنها الدكتور منصور الكريديس، والتي رافقتها لأكثر من ثلاثين عاماً، فقد منحتها جدتي حصة من المحبة ما تفيض به الأم على ابنتها، وبادلتها والدتي مشاعر الحب.. متفانيةً في خدمتها وتلبية طلباتها ومراعيةً لمشاعرها، فجزاك الله خيراً يا والدتي على كل ما قدمته يداك البيضاء تجاه جدتي حصة. فلا عجب أن نستشعر في فقد مثل هذه المرأة الفاضلة والشخصية الفارقة في تاريخ عائلتنا؛ مصاباً جللاً وخطباً مفجعاً للجميع. رحم الله جدتي حصة بنت محمد الحكير، وعوّضنا عن إخلاصها ودأبها وحنوّها وسماحتها وبشاشتها وعطائها، بمن سوف ينهلون من نبعها ويسيرون على دربها من أبنائها وبناتها وذرياتهم. آمين يا رب العالمين.