تنبض قلوب الثوار ودعاة الحرية الحقيقيون لشعوبهم وبلدانهم أينما كانوا على هذه الأرض، إنهم لا يغفلون أبدا عن محاربة المحتلين لأوطانهم، وأكبر مثال على ذلك هو زيادة مجاهدي خلق إيران من نهج حربهم ضد نظام ولاية الفقيه المتحكم في إيران في كل جانب من الجوانب التي فرضت رحيلهم غير المرغوب فيه عن وطنهم، ذلك لأنهم يعتبرون أن هذا النهج هو رمز "الوفاء بالعهد والتضحية اللامتناهية" الذي يعتبرونه "اختيارهم" منذ البداية ويرتكز عليه ثباتهم وبقائهم. يعرف النظام المتحكم المتسلط على إيران هذه الحقيقة قبل الجميع وقد شهد عليها عدة مرارا (وبالطبع قد شهدوا عليها بألسنتهم)، ولكن هذه الحقيقة أيضا تؤكدها في الوقت نفسه الدوائر السياسية المطلعة والخبراء في الشؤون الإيرانية، ذلك لأن هذا هو النهج الذي استقر عليه وثبت عليه "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" الذي يشكل المجاهدون قوته المحورية. مع سقوط نظام الشاه الديكتاتوري على يد الشعب والقوى السياسية المعارضة للشاه في عام 1979 وقفز نظام الملالي إلى السلطة سرعان ما فرض خميني خلافا لرغبات وتوقعات الشعب الإيراني ديكتاتورية أسوأ بمراتب على المجتمع الإيراني، فسرعان ما استخدم الملالي المتسلق فكره الشيطاني المختبئ تحت عمامته لقمع الحرية وزج بقوى المجتمع في السجن تحت شعار الإسلام (!)، وبعد نهج التعذيب والإعدامات المتواصل قام في كثير من الحالات بمجازر قتل جماعية حيث قتل أكثر من 30 ألف سجين سياسي في صيف 1988، وما هذه المجازر إلا أحد الأمثلة البارزة على ذلك النهج الذي لا يزال قائما حتى يومنا هذا. ومع استمرار هذه القوة في النضال ضد النظام الحاكم ومع قيادة المقاومة الإيرانية أُسس بالعراق "جيش التحرير الوطني الإيراني" في عام 1987، وفي غضون أقل من عام كان هذا الجيش قادرا على توجيه تلك الضربات إلى النظام الإيراني مما دفع ب خميني إلى تجرع كأس سم وقف إطلاق النار بين إيرانوالعراق عندما رأى بأن سقوط نظامه بات على وشك الحدوث، وهو إن لم يكن قد فعل ذلك في حينها فلا بد من القول وبيقين تام بأنه ونظامه لن يكونا على قيد الحياة الآن، ولأصبحت إيران ومنطقة الشرق الأوسط وحتى العالم في وضع آخر الآن! على الرغم من أن التطورات المتعلقة بالعراق في عام 2003 قد زادت من تعقيد الأوضاع والمعادلات في المنطقة، لكن بالمؤشر ذاته استطاعت المقاومة الإيرانية تجاوز العقبات والصعوبات الموضوعة على الطريق وإزاحتها جانبا واحدة تلو الأخرى، وقد تجاوزتها منتصرة. ذلك لأن احتلال العراق على الرغم من أنه قد تم تحت اسم وعلم أميركا والتحالف الدولي لكن النظام الإيراني كان المحتل الرئيس للعراق في واقع الأمر. وعلى الرغم من مسار التطورات في العراق في سنة 2003 إلا أن اتجاه حركة قوى المقاومة الإيرانية قد بدا على العكس من ذلك يبدو، ولكن مع استراتيجية ومشخصات المعركة التي كانت لديهم من قبل وحولوها إلى "جسر نحو طهران" وبالخروج من العراق في عام 2016 غيروا المعادلة بطريقة جعلت النظام الإيراني في وضع أكثر تأزما على النحو الذي نشهده الآن فها هو النظام الإيراني يصبح أكثر هشاشة يوما بعد يوم "نادما" على ما مضى "قلق" فيما يتعلق بالمستقبل، ذلك لأنه بات " أكثر ضعفا وعجزا وانكماشا" من كل جانب على عكس تمدد وتوسع وتطور المقاومة الإيرانية. وبوجود الآلاف من وحدات المقاومة في جميع أنحاء إيران الذين أظهروا مهاراتهم وكفاءتهم في كل جانب خلال السنوات الماضية وخاصة خلال انتفاضة 2019، وبوصولهم إلى وضع النقطة" المنشودة " فإنهم سيكونون قادرين على إحراز رقما متقدما في تحديد مصير الشعب الإيراني في مواجهته ضد النظام الديكتاتوري الحاكم! ووحدات المقاومة هذه بالإضافة إلى ما تتمتع به من عنصر التنظيم والإدارة في جميع مدن ومناطق إيران فإن لديها من الحيوية والروح المعنوية العالية والقدرات القتالية ما يعجز عنه وسئم منه النظام وقواته القمعية، حيث تمكنت من تحييد كل أدوات ووسائل النظام ومؤامراته ضد المقاومة وأغلقت الطريق أمام المحاولات الرامية إلى "حرف مسار الانتفاضة من أجل الإطاحة بالنظام" بفضحها المشروع الذي أسسته وتبنته وزارة مخابرات النظام الحاكم ورفعت لأجله شعار "رضا شاه طابت روحك" وذلك من أجل حرف مسار الانتفاضة وإضفاء الشرعية على الممارسات القمعية، وإظهار عدم وجود أثر وفاعلية للمقاومة الإيرانية وهي من الأمثلة الأخيرة على مؤامرات النظام ضد المقاومة. وضعت سلسلة الحملات الدولية للمقاومة الإيرانية في الأشهر الماضية داخل إيران وخارجها المرحلة الحقيقية الأخيرة لمشهد الإيراني أمام شعوب العالم، وكذلك الانتصارات القانونية للمقاومة الإيرانية في أوروبا ومن بينها ما حدث في دولتي السويد وبلجيكا والتي أدت إلى سجن عملاء إرهابيين للنظام الإيراني، ومن بين الإنجازات الأخيرة كانت عملية حظر تسليم الدبلوماسي الإرهابي أسد الله أسدي من خلال الاتفاق المشين بين الحكومة البلجيكية ونظام ولاية فقيه الملالي التي كانت آخر حلقات مؤامراته حتى يومنا هذا!