تمثل سلسلة الحجارة المرصوفة بعناية فائقة ودقة متناهية وجمال أخاذ وتناسق يبهر النظر فناً معمارياً ذا طابع نجدي، كون ذلك التشييد يتم في منطقة نجد تحديداً، ووظيفة ذلك التصميم المحافظة على المباني الطينية والممرات من انهيارها وقت الأمطار والسيول. والإبداع في تشييد تلك الحواجز وبناء سلالم منها للنزول والصعود يمثل علماً وفناً أتقنه الآباء والأجداد من مئات السنين، وتعايشوا مع متطلبات الحياة من سكن وحاجة لمورد الماء الذي يخترق القرية مروراً بالنخيل و"القلبان" ويكون قريباً منهم، ولا يقف الأمر على البناء والتشييد بل طريقة إحضار الحجارة من الجبال بواسطة الإبل ومن ثم قصها وتنسيقها ووضعها بشكل هندسي متقن، مكونة جداراً حامياً من مياه السيول والأمطار. وقال عبدالرحمن بن محمد السلمان - مختص في تنمية المدن الصغيرة وتطويرها -: إنه من المهم الحفاظ على تلك الأعمال الهندسية العمرانية ذات الطابع النجدي واعتبارها جزءاً من التاريخ والثقافة السعودية من الاندثار، من خلال تسجيلها ومن ثم صيانتها وتطويرها سواء من وزارات الثقافة والتراث أو البلديات، باعتبارها معالم تاريخية تستحق التوقف عندها والاهتمام فيها. ولم تقف وجهة نظر المختص في تنمية المدن الصغيرة على حفظها من الجانب التراثي، بل شدد على أن تستفيد البلديات والمخططون المعماريون من هذه التصميمات في أعمال درء السيول والاستعانة بالحجر في مشاريع درء السيول بدلاً من طريقة تدبيش الحجر أو الخرسانة المستخدمة حالياً في بعض مجاري السيول وهو ما يسبب تشويهاً للمنظر البصري. عبدالرحمن السلمان