ضمن اللقاءات الثقافية التي يقيمها صالون ضاد الثقافي، تم مناقشة رواية "حوش عباس" لجابر محمد مدخلي الروائي والصحفي في القسم الثقافي بجريدة الجزيرة سابقًا وجريدة الرياض حاليًا. والذي صدرت له ثلاث روايات: مجاعة، إثبات عذرية، وحوش عباس الصادرة مؤخرًا عن دار تشكيل.. وقد بدأ اللقاء بالترحيب والتعريف بضيف "ضاد" الذي استفتح حديثه بإجابته حول سؤال متعلق ب"الحزن في الرواية" مؤكدًا أن الدراما الحزينة تبقى وتترسخ في النفس البشرية، وأن المأساة بشكل أو بآخر هي جزء من حياتنا اليومية التي نمارسها وهي الأكثر ثباتًا ورسوخًا بالأذهان، وأن أسلوب كتابة النص والأحداث في رواية "حوش عباس" هي ما جعلت الحزن ثيمة واحدة من ثيمات كثيرة بالرواية لا علاقة لها بالحزن. وتوالت المحاور التي تناولت جوانب عديدة في الرواية، كان من أبرزها رؤية "مدخلي" للاغتراب الروحي والانقسام الذاتي الذي عاشه بطل روايته "جيلان" حيث يجسد الجبل ذاكرة لروحه وذكرياته بل إن الحجارة صارت تتجسد على هيئة كائن حي يستقبله ويودعه.. وتحديدًا صخور "جبل الدود" الذي انطلقت منه أحداث روايته. كما تحدث "مدخلي" عن رؤيته للألم الإبداعي في الرواية مؤكدًا أنه قد نتألم كثيرًا، ونحزن كثيرًا، ونتضجر كثيرًا ومع كل ذلك لابد وأن ننظر للأمام لأن فرحنا ينتظرنا فيه. وفي سياق حديثه عن نقد المحرمات طالب كل من يتطرق لذلك أن يراعي ذاته وعلاقته بالله مؤكدًا أن تطرقه للجنس في "حوش عباس" وأي عملٍ من أعماله السابقة إذا ما وجد فقد كان لزامًا عليه أن يكون البطل بهذه الصيغة؛ لما تتطلبه أحدث الرواية التي ترغم الكاتب أن ينقل صورة شخصياته للقارئ كما هم عليه. وعن صراع "الخير والشر" ذكر أن الروائي الذي يعيش الخير ويتأثر به فإنه يستند عليه في كتاباته وقد يوظفه بأسلوبه، وأشار بأنه ليس من أدوار الروائي أن يقول للقارئ أفعل هذا ولا تفعل هذا. وأكد مرةً أخرى بهذا الصدد على نقطة مهمة طلب خلالها من كل كاتب أن يراقب الله فيما يكتبه. كما اشتمل اللقاء على محاور كثيرة في هذا الجانب، وتفاعل "مدخلي" مع أسئلة الحضور التي أثارت الكثير من الإعجاب والاستحسان والثناء . وقد استمر اللقاء قرابة الساعة والثلث استمتع فيها جمهور "صالون ضاد" بالحوار المميز والشيق المليء بالبساطة والوعي، ولغة الجسد التي قالت كثيرًا مما لم تقله الكلمات. وأجاب مدخلي على سؤال من الأستاذ "وليد العميل" أحد مؤسسي الصالون عن مدى إمكانية تحويل روايته "حوش عباس" إلى عمل سينمائي حيث رحب "مدخلي" بأي عروض قادمة بهذا الشأن. ومن الجدير بالذكر أن هذا الحوار يمثل اللقاء رقم 123 من سلسلة لقاءات صالون ضاد الثقافي، والتي يقدمها ويشرف على تنظيمها فريق العمل بالصالون أسبوعياً كل يوم أربعاء الساعة التاسعة مساءً، ويستضيف فيها شخصيات ثقافية لديها الكثير من الثراء والإثراء المعرفي والثقافي والأدبي، وحساب الصالون على منصة تويتر: SalonAdb@. وفي الختام شكر الروائي مدخلي فريق صالون ضاد وأعلن دعمه لهم ولأي برامج ثقافية تخدم الإبداع والثقافة.