قالت نادية عبد الوهاب خوندنه في لقاء الصالون الثقافي النسائي بأدبي جدة أول من أمس إن رواية شارع المحاكم للأديبة الإماراتية أسماء الزرعوني صدرت 2011م بينما صدرت رواية الأديبة السعودية بدرية البشر (غراميات شارع الأعشى) في 2013. وأشارت خوندنه إلى أن الراوية تناولت السمات الفنية المشتركة بين النصين، مثل الجنس الأدبي والعنوان، وصف الشخصيات، وتقنيات السرد، والثيمات، إلا أن أسلوب الزرعوني يتميز بالدفق الشاعري والهدوء النفسي، بينما يتميز أسلوب البشر بالمكاشفة والجرأة في الطرح. وأشادت خوندنه بجمال البلاغة اللغوية للروايتين، وقالت «يمكن تصنيف الروايتين ضمن عدة أنماط وأجناس أدبية، مثل الرواية الاجتماعية والاقتصادية لحقبة معينة على تشكل الشخصيات والأحداث المهمة، والرواية المحلية التي تركز على المكان واللغة والبناء الاجتماعي وعادات منطقة محددة ليس فقط لإعطاء اللون المحلي للعمل الأدبي ولكن كعوامل مهمة مؤثرة في نفسيات شخصياته الرئيسية ومشاعرهم وطرق تفكيرهم». واستعرضت خوندنه بعض المقاطع المهمة من الروايتين وأسماء الشخصيات المؤثرة والتحولات النفسية والاجتماعية نتيجة البيئة والعادات والأعراف والمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والآيديولوجية، فالروايتان ضمن الرواية الشخصية ذات الطابع المكاني وضمن الرواية التسجيلية أو رواية «الحقبة». وأضافت أن العملين يقدمان للقارئ ومن خلال سرد حكايات البطلتين وحكايات الشخصيات المحورية اللاتي يمثلن جيلا جديدا يحاول جهده أن يكون مختلفا عن جيل الأمهات سواء بحصولهن على التعليم أو بأن يكن لهن رأي في تقرير مصيرهن، تصويرا حيا مليئا بالتفاصيل الدقيقة للتحول الاجتماعي لمسرح أحداث الرواية مما يؤكد سمة الرواية المحلية بهما فالبعدان المكاني والزماني لهما متشابهان ففي شارع المحاكم تحكي لنا شهرزاد الزرعوني وهي البطلة سلوى ومن خلال سلسة مشوقة من الفلاش باك – رغم ما اكتنفها من الحزن واللوعة وكثير من الدموع والآهات – قصة مجموعة من سكان شارع المحاكم والذي يرمز ويمثل مدينة الشارقة في حقبة الستينات الميلادية الحافلة بالتغيرات الاجتماعية والاقتصادية. أما شهرزاد البشر وهي الفتاة الرومانسية عزيزة فلا تكتفي بسرد حكايتها وحكاية الفتيات والنسوة اللاتي تتقاطع مسيرتهن معها وهن جميعا من سكان شارع الأعشى في الرياض في نهاية السبعينات الميلادية والتي تحكيها لنا شهرزاد بحيوية وتشويق من خلال الوصف الدقيق والحوارات الحية لعدة ثيمات بانسيابية وسلاسة من دائرة التوثيق الاجتماعي إلى النقد الاجتماعي لعدد من الظواهر الاجتماعية والأيدلوجية مثل التشدد الديني. وفي ختام القراءة المستفيضة والممتعة للروايتين أشارت خوندنة إلى أن الروايتين رغم ما فيهما من حزن وشجن ونقد اجتماعي وإن اختلفت وسائله بين الكاتبتين تعطيان الأمل للقراء من جيل الشباب بألا يأس أبدا في الحياة طالما أن الهدف المراد تحقيقه مباح أصلا والشرع يسانده وأن التغيير الاجتماعي نحو الأفضل والأحسن ممكن وغير مستحيل وأنه مسؤولية الجميع وأن الفهم الصحيح لجوهر الدين والتعليم والتنوير هم أفضل الوسائل لتحقيق ذلك. شهد اللقاء حضورا متنوعا وكثيفا، كما شهد مداخلات ونقاشات حول الرواية النسائية وحول الروائيات الخليجيات ومستوى إبداعهن بالنسبة للروائيات العربيات أدارت اللقاء نبيلة محجوب مسؤولة الصالون الثقافي، الجدير بالذكر أن اللقاء القادم يستضيف د. لمياء الشافعي والصرة العثمانية. رابط الخبر بصحيفة الوئام: «شارع المحاكم» و«شارع الأعشى» بالصالون الثقافي النسائي بأدبي جدة