حقق مشروع إنتاج العسل الطبيعي الذي أسسه مكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة بمحافظة القطيف نجاحا واضحا، من خلال وجود عوائد اقتصادية مكنت النحالين من ممارسة الإنتاج بشكل سلس وبأقل التكاليف المادية، ويهدف المشروع إلى جعل العسل الطبيعي المحلي متوفرا وبجودة وسعر مناسبين. ويعتمد المحل الذي يعيش في الخلايا على ثلاثة مناحل تقع في غابة المانجروف في جزيرة تاروت، والمشروع الذي تجولت فيه "الرياض" مؤخراً يعد الأول من نوعه في المنطقة الشرقية، كما أنه يتميز بإنتاج عسل وفير، ورفع عدد النحالين العاملين في انتاج العسل المحلي إلى نحو 800 نحال خلال عام واحد، وذلك عبر منح التراخيص والتسهيلات الخاصة. وحقق العسل المحلي المعروف ب"عسل المانجروف" التقدم على المنتجات الأخرى، وبخاصة العسل المستورد، ويستهدف المشروع إنتاج العسل وتحقيق التواجد في الأسواق السعودية كمنتج حاصل على شهادات الجودة الصادرة من شركات متخصصة في منح الشهادات الخاصة بجودة العسل، ومنها شركات دولية ومحلية. وأبان النحالون بأن النحلة تقطع في كل اتجاه نحو خمس كيلو متر بحثا عن الأزهار ورحيقها ثم تعود إلى الخلية، مؤكدين أن 20 خلية بموقع المشروع تنتج 100 كيلو في 20 يوما، ما يعد نجاحا كبيرا، مقارنة بالمواقع الزراعية العادية البعيدة عن غابة المانجروف، إذ تنتج 50 كيلو، وأرجعوا السبب إلى كثرة تواجد الزهور والرحيق في غابة المانجروف الطبيعية، داعين بلدية محافظة القطيف إلى التركيز على زراعة الأشجار"العاسلة" في الشوارع التي تنشر في الشوارع حتى تصبح غذاء للنحل وتحقق فائدة المظهر والفائدة، كشجرة كف مريم. وقدم النحالون الشكر للوزارة إذ تم منح التراخيص لهم لفتح ثلاث مناحل بها خلايا متعددة كما حصلوا على التسهيلات التي تذلل العقبات الخاصة بإنتاج النحل، وعن عدد الأيام التي تحصد فيها الخلية ذكر النحالون بأنها تكون جاهزة في الوضع الطبيعي بعد مضي 45 يوما، مؤكدين أن التجربة تعد ناجحة في كل الاتجاهات، وبخاصة أن محافظة القطيف لم يكن فيها إلا 40 نحّالا، وأصبح فيها حاليا نحو 800 نحال خلال عام واحد من التجربة. من جانبه دعا عميد أبو المكارم على أهمية الحفاظ على البيئة وعلى غابة أشجار المانجروف كونها تعد مفيدة للأسماك وإلى النحل وتعد بالغة الأهمية لتشكيل الحياة البحرية بشكل عام.