نشرت صحيفة "ذا لانسيت" دراسة طبية وجدت أن الكحول أضر مادة على الإطلاق، بل إنها فاقت المخدرات في ضررها على الشخص وعلى الغير بما في ذلك الهيروين. هذا شيء مريع، لأن الهيروين من أشد المخدرات ضرراً، وهي هاوية مرعبة يصفها كل من جربها أنها من أبشع أنواع الإدمان التي يمكن أن تمر على أي إنسان. ورغم ذلك فإن الكحول أضرُّ على الشخص وعلى المجتمع، وهذا من العوامل التي أُخذت في الحسبان، فبعض المخدرات تضر متعاطيها في الغالب مثل المواد التي تنتمي لفئة المهدئات (كالمورفين)، فتهدئ الشخص وتطفئ طاقته وتجعله ينعزل، وبعض المخدرات تضر الآخرين أكثر مما تضر المستخدم فتجعل الشخص مندفعاً هجومياً مرتاباً مثل الكوكايين، أما الخمر فتجمع الاثنين، فأما ضررها على النفس: تدمير الكبد، والوفاة أو الإصابة في حادث سيارة إذا قادها المخمور، والتهاب البنكرياس، وعدة أنواع من السرطان مثل سرطان المريء وسرطان البلعوم وسرطان الكبد وسرطان الثدي، ضرر القلب، الجلطة وارتفاع ضغط الدم والسكتة. ولا تظن أن هذه تحصل فقط للمفْرطين في الشرب والمدمنين، فقد وجدت الإحصائيات أن أكثر الوفيات هي في من يشربون "باعتدال". بل إن الخمر من ضررها على الصحة يمكن أن تسبب السرطان حتى لو شُرِبَت بكميات ضئيلة مثل 3 كؤوس في الأسبوع. أما ضررها على الآخرين والمجتمع ككل فهذا لا يُحاط به، فحوادث السيارات بسبب الخمر كثيرة، ويُقتل كل سنة عشرات الآلاف حول العالم بسبب المخمورين الذين يفقدون السيطرة على السيارة، ناهيك عمن يصابون بالشلل والاحتراق والغيبوبة والتشويه وقطع الأعضاء بسب تلك الحوادث، وكم حصلت من طلاقات ودُمّرت أسر وتشرد أطفال وضاعت مستقبلات بسبب الخمر. الكحول يقتل أكثر من 2 ونصف مليون إنسان سنوياً، أكثر من الملاريا أو السل أو الإيدز، وذلك حسب كلام الباحثة "ديفي سريدهار" في جامعة كامبريج، وتقول منظمة الصحة العالمية إن واحداً من خمسة أشخاص يموت في روسيا وأوروبا الشرقية بسبب القيادة المخمورة وأمراض القلب وتشمُّع الكبد وأحداث العنف وعدة سرطانات، كلها بسبب الخمر.