قدسية الحرمين الشريفين «خط أحمر»، رسالة سعودية حرصت المملكة طوال تاريخها على وضعها أساسًا في جهودها نحو الحفاظ واحترام قدسية الحرمين الشريفين من أي انتهاك أو تجاوزات، معتبرة أن مخالفة ذلك أمر لن تغفره أو تتسامح فيه أو تتخطى عنه. وتؤكد الجهات المختصة دائماً، خاصة مع قدوم موسم الحج، على ضرورة الحفاظ على قدسية المكان وعدم تجاوز القوانين والضوابط المتبعة.. وجسد بيان المتحدث الإعلامي لشرطة منطقة مكةالمكرمة، بإحالة مواطن متواطئ إلى النيابة العامة قام بنقل وتسهيل دخول أحد الصحفيين (غير المسلمين) ويحمل الجنسية الأمريكية إلى العاصمة المُقدسة عبر سلوكه المسار الخاص بالمُسلمين، جسد حزم الدولة وضربها بيد من حديد ضد كل من يُفكر بالمساس بقدسية الحرمين الشريفين والمشاعر المُقدسة كون قدسية الحرمين تُعد خطًا أحمر بالنسبة للمملكة. وكان رد المملكة، سريعاً وحازماً، وجاء كرسالة موجهة لكل من تسول له نفسه التحايل على الأنظمة لتحقيق مآرب شخصية مهما كانت جنسيته أو مهنته. كما عكس البيان أن الدولة لن تتساهل مع من يتجاوز أو يتعدى عليها مهما كانت جنسيته أو طبيعة عمله، من منطلق سيادتها المُطلقة على المُدن والمشاعر المُقدسة التي تشرف بخدمتها ورعايتها، كون الطريقة الذي اتبعها المواطن الذي تواطأ بنقل وتسهيل دخول أحد الصحفيين (غير المسلمين) ويحمل الجنسية الأمريكية إلى العاصمة المُقدسة، تعد مخالفة صريحة للأنظمة التي تحظر دخول مكة لغير المُسلمين، حيث جرى إيقافه واتخاذ الإجراءات النظامية بحقه. وجاءت تصريحات الرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس التي شدد خلالها على ضرورة الالتزام والتقيد التام بالأنظمة والتعليمات المتعلقة بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وتحذيره من مخالفة الأنظمة والقوانين أن قدسية الحرمين الشريفين، تُعد خطًا أحمر بالنسبة للمملكة؛ كرسالة لكل من تسول له نفسه تجاوز التعليمات أو يتعدى عليها مهما كانت جنسيته أو طبيعة عمله، من منطلق سيادتها المُطلقة على المُدن والمشاعر المُقدسة. وأكد الرئيس العام على أهمية تطبيق العقوبات الرادعة مع هذه الجرائم الأمنية ويدعو الجميع إلى التعاون في هذه المسؤولية الدينية والوطنية. إعلان شرطة منطقة مكةالمكرمة لتفاصيل الواقعة، جاء بعد استكمالها الإجراءات النظامية اللازمة مع المواطن المُخالف الذي سهّل دخول الصحفي الأمريكي إلى مكة والاستماع إلى أقواله وتقصي حقيقة ما جرى وإحالته إلى النيابة العامة، وهو ما أسفر عن إحالة موضوع الصحفي إلى النيابة أيضًا. وما بيان شرطة مكة إلا تحذير شديد اللهجة، لكل من يتورط بنقل وتسهيل دخول غير المسلمين أو المخالفين في مواسم الحج والعمرة أو خلافهما إلى مكةالمكرمة والمشاعر المُقدسة يُعتبر شريكًا في ارتكاب أفعال مُجرّمة بحسب أنظمة المملكة وسيكون تحت طائلة المساءلة الجنائية والقانونية. ويجب أن يعي المغرضون أن استغلال حادثة الصحفي الأمريكي من قبلهم لا يعدو كونه محاولة يائسة للنيل من المملكة العربية السعودية ومكانتها الإسلامية ظنًا منهم أن مثل ذلك التجاوز يُمكن أن يُغض الطرف عنه، لتأتي هذه الإجراءات الحازمة مُلجمةً لكل من تطاول أو سعى إلى الإساءة للمملكة. وعلى جميع القادمين إلى المملكة العربية السعودية احترام أنظمتها وقوانينها والالتزام التام بها؛ وخصوصًا ما يتعلق منها بالحرمين الشريفين والمشاعر المُقدّسة، ذلك أن أي مخالفة لتلك الأنظمة كالتي ارتكبها الصحفي الأمريكي لن يتم التساهل معها، وسيتم تطبيق العقوبات المُقررة نظامًا على مُرتكبيه. فالحفاظ على قدسية الحرمين لم يكن في مجال العمارة والتوسعة وتقديم كل ما يلزم من خدمات للحجاج والمعتمرين فقط، بل في مجال عدم استغلال الحرمين في أي أمور خارجة عن إطارها.