تراجعت أسعار النفط لثاني جلسة على التوالي أمس الخميس إذ فاق تأثير مخاوف الطلب القلق حيال قلة الإمدادات العالمية بعد أن كشفت بيانات حكومية أمريكية ضعف استهلاك البنزين في موسم ذروة السفر الصيفي. وبحلول الساعة 0618 بتوقيت جرينتش انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 33 سنتا أو 0.3 بالمئة إلى 106.59 دولارات للبرميل بعد تراجعها 0.4 بالمئة في الجلسة السابقة. ونزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 48 سنتا أو 0.5 بالمئة إلى 99.40 دولارا للبرميل بعد تراجع بنسبة 1.9 بالمئة أمس الأربعاء، وظلت أسعار النفط متقلبة بعد أن اضطر المتعاملون إلى التأهب لانخفاض أكبر في الإمدادات العالمية بسبب غياب النفط الروسي عن الأسواق بعد غزو موسكوأوكرانيا، فضلا عن مخاوف من الركود قد تضعف الطلب على الطاقة. وكشفت بيانات حكومية أمس الأربعاء أن مخزونات البنزين الأمريكية زادت 3.5 ملايين برميل في الأسبوع الماضي متجاوزة بشدة توقعات المحللين في استطلاع رويترز بزيادتها 71 ألف برميل. وتراجعت مخاوف متعلقة بالإمدادات الليبية بعدما أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط أمس الأربعاء استئناف الإنتاج في عدة حقول نفطية بعد رفع حالة القوة القاهرة عن صادرات النفط في الأسبوع الماضي. ومن جهته قال نائب وزير الخزانة الأمريكي والي أديمو أمس الأول إن الولاياتالمتحدة تأمل في فرض سقف عالمي لأسعار النفط الروسي بحلول ديسمبر كانون الأول. وأضاف في منتدى آسبن الأمني في كولورادو "إننا نتابع العمل على ما فعله الأوروبيون... لقد طرحوا فكرة النظر في وضع حد أقصى للسعر لكنهم قالوا أيضا إنهم يخططون بحلول ديسمبر لفرض حظرهم على التأمين". وتابع قائلا "هدفنا هو التأكد من أنه مع سريان حظر التأمين، سنكون في وضع يتضمن حدا أقصى للسعر يمكن ضمه إليه وأن يكون دوليا يساعد في خفض أسعار الطاقة العالمية ويسمح أيضا للطاقة الروسية بالتدفق إلى السوق". ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك قوله للتلفزيون الروسي في وقت سابق الأربعاء إن بلاده لن تصدر النفط إلى السوق العالمية إذا فُرض سقف للأسعار دون تكلفة الإنتاج. من جهة ثانية استؤنف تشغيل أنبوب غاز نورد ستريم الذي يربط بين روسياوألمانيا أمس الخميس بعد أعمال صيانة استمرّت عشرة أيام، وفق ما أعلنت الشركة المشغلة للأنبوب التي تحمل الاسم نفسه لوكالة فرانس برس. وصرّح ناطق باسم مجموعة "نورد ستريم" لوكالة فرانس برس أن الأنبوب "يعمل"، لكن من دون كشف كمية الغاز التي تتدفق. ويُتوقع معرفة البيانات الفعلية في وقت لاحق، وكانت الحكومة الألمانية تخشى ألا تُعيد موسكو فتح الصنابير بعد أعمال الصيانة التي بدأت في 11 تموز/ يوليو. وبحسب البيانات التي نقتلها مجموعة "غازبروم" الروسية لشركة "غاسكيد" الألمانية المشغّلة للشبكة، يُفترض أن يتدفق عبر الأنبوب 530 غيغاوات في الساعة خلال النهار. وكتب رئيس الوكالة الألمانية للشبكات كلاوس مولر في تغريدة الخميس أن هذه الكمية هي "30 %" فقط من قدرات الأنبوب. وهي أقلّ بعشر نقاط مئوية من الكمية التي كانت تتدفق قبل أعمال الصيانة. وكانت غازبروم خفّضت كمية الغاز المسلّمة إلى 40 % من قدرات التسليم عبر نورد ستريم منذ منتصف حزيران/ يونيو، بحجّة غياب توريبين كان يجري إصلاحه في كندا. وسبق أن أكدت "غازبروم" أنه لا يمكنها أن تضمن استئناف عمليات التسليم عبر الأنبوب بعد أعمال الصيانة، حتى صباح الخميس. وتحدثت المجموعة عن غياب التوربين الضروري لتشغيل محطة ضغط، بحسب قولها، في ما اعتبرته برلين "ذريعة" مندّدة بقرارات "سياسية". وكانت ألمانيا إذًا تنتظر قرار موسكو بشأن إعادة تشغيل أنبوب الغاز، بعد أعمال الصيانة المقررة منذ وقت طويل. وأعطى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إشارات غامضة بشأن الاحتمالات المتعلّقة بنورد ستريم في الأسابيع المقبلة. وألمح بوتين إلى أن أنبوب النفط قد يُعاد تشغيله صباح الخميس، لكن إذا لم تتسلم روسيا التوربين الناقص فإن الأنبوب سيعمل بنسبة 20 % من طاقته، لأن توربينًا ثانيًا يجب أن يخضع للصيانة أواخر تموز/ يوليو، على حدّ قوله.