أكد الكرملين الخميس أن العقوبات الغربية هي المسؤولة عن كل المشكلات التقنية المتعلقة بتوصيل الغاز الروسي إلى أوروبا، مع استئناف ضخ الغاز عبر خط أنابيب نورد ستريم بعد فترة من الصيانة. رافضًا الاتهامات التي وجهها الغرب إلى موسكو "بالابتزاز" في قضية الغاز، قال المتحدث الرئاسي دميتري بيسكوف "هذه القيود هي التي تمنع إصلاح المعدات، لا سيما التوربينات في محطات الضغط". واعتبر أن الاتهامات التي تطال موسكو ب"الابتزاز" بالغاز تجاه الأوروبيين هي "خاطئة تمامًا". في سياق الحرب في أوكرانيا والمواجهة بين موسكو والغرب في مسألة الطاقة، نددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين مجددًا الأربعاء باستخدام فلاديمير بوتين الغاز "كسلاح". وأكّد المتحدث الرئاسي دميتري بيسكوف الخميس أن عملاق الغاز الروسي غازبروم سيفي "بجميع التزاماته". استأنفت روسيا ضخ الغاز إلى أوروبا الخميس من خلال إعادة تشغيل خط أنابيب الغاز نورد ستريم، لكن موسكو ما زالت تمسك بهذا "السلاح" الذي يعتمد عليه أمن الطاقة في الاتحاد الأوروبي هذا الشتاء. وتُظهر البيانات الأولى التي نشرتها الشركة الألمانية المشغلة للشبكة غاسكيد Gascade أن كمية الغاز المتدفقة مطابقة لما قبل الصيانة وتبلغ نحو 40 % من سعة الأنبوب. إلى ذلك اعتبر رئيس بيلاروس الكسندر لوكاشنكو في مقابلة مع فرانس برس الخميس ان على الغرب واوكرانياوروسيا وضع حد للنزاع لتجنب السقوط في "هاوية حرب نووية". وقال لوكاشنكو "فلنتوقف. ينبغي عدم المضي قدما. (الذهاب) أبعد هو الهاوية. (الذهاب) أبعد هو الحرب النووية. يجب الا تصل الامور الى هذا الحد". واضاف "يجب التوقف والتفاهم ووقف هذه الفوضى والحرب في اوكرانيا". لكن رئيس بيلاروس الذي وضع أراضيه في تصرف الجيش الروسي لمهاجمة اوكرانيا، طالب كييف بأن تقبل بتقديم تنازلات وبالذهاب الى المفاوضات التي تشكل المخرج الوحيد للنزاع. فشلت المفاوضات السابقة التي بدأت في الايام الاولى للهجوم الروسي بسبب تحميل كل طرف المسؤولية للطرف الاخر. وقال لوكاشنكو "كل شيء رهن بأوكرانيا. في اللحظة الراهنة يمكن للحرب ان تنتهي في ظروف أفضل ترتضي بها اوكرانيا". واضاف أن على اوكرانيا ان توافق "على عدم نشر أسلحة على أراضيها تهدد روسيا". وفي رأيه ان عبارة "اجتثاث النازية" التي استخدمتها روسيا للاشارة الى اهدافها العسكرية في اوكرانيا "هي بمثابة فلسفة. الاكثر أهمية هو أمن روسيا". ونبه لوكاشنكو الى أن الامور في اوكرانيا يمكن أن تتدهور، مذكرا بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حذر من أن جيشه لم يستخدم بعد كل قدراته في النزاع. وقال "الحرب القائمة هناك ليست حتى الآن ما يمكن لروسيا ان تخوضه"، لافتا الى أسلحة "مرعبة" لم تستخدمها موسكو بعد. ورأى ان على اوكرانيا أن توافق على خسارتها الاراضي التي احتلتها موسكو في شرق وجنوب البلاد. وقال "هذا لم يعد قابلا للنقاش. كان يمكن بحث هذا الامر في فبراير او مارس". وحمل لوكاشنكو الغرب المسؤولية الكاملة عن هذه الحرب، معتبرا ان التهديد الذي كان يشكله على موسكو كان عاملا جعلها مضطرة الى مهاجمة جارتها. وقال "لقد رأينا اسباب هذه الحرب. السبب هو أنه لو لم تسبق روسيا حلف شمال الاطلسي، لكنتم أنتم (الغربيون) نظمتم صفوفكم ووجهتم ضربة اليها. إنكم السبب وانتم تطيلون هذه الحرب". وأوضح أنه كان يمكن تجنب النزاع لو عمدت الدول الغربية الى اعطاء بوتين "الضمانات الامنية التي طالب بها"، وفي مقدمها انسحاب حلف شمال الاطلسي الى حدود 1997 ووقف التقارب بين اوكرانيا والغرب. وتساءل مخاطبا الغربيين "لماذا لم تعطوا هذه الضمانات؟ هذا يعني أنكم كنتم تريدون الحرب".