استأنف مئات المستوطنين، الخميس، محاولة إقامة بؤر استيطانية عشوائية في عدة مواقع في الضفة الغربية. وكانوا قد نظموا، أول من أمس الأربعاء، مسيرات بمشاركة آلاف المستوطنين، انطلقت من مستوطنات باتجاه مواقع في الضفة، وأعلنوا أنهم يعتزمون إقامة بؤر استيطانية عشوائية، في ظل تأييد أحزاب اليمين في الحكومة والمعارضة، وتساهل قوات الأمن تجاههم رغم وصف هذا النشاط بأنه غير قانوني. وأقام المستوطنون معسكرات خيام في خمسة مواقع في الضفة الغربية، بقيادة وتوجيه حركة "نحالاه" الاستيطانية، التي تعمل على إقامة بؤر استيطانية عشوائية وبينها البؤرة الاستيطانية "إفياتار". وأخلت قوات الأمن الإسرائيلية قسم من المستوطنين وخيامهم، فجر الخميس، وسط مواجهات مع المستوطنين الذين اعتقل 11 منهم، وسرعان ما تم الإفراج عنهم. وأخلت قوات الأمن الإسرائيلية معسكر خيام أقامه المستوطنون في مستوطنة "كريات أربع" في الخليل، ظهر أمس، لكن المستوطنين أقاموه مجددا خلال الليلة الماضية. وذكرت القناة 13 التلفزيونية الإسرائيلية، صباح الخميس، أن المستوطنين يستعدون "ليوم مواجهات آخر مع قوات الأمن، وهم عازمون على عدم السماح لقوات الأمن بإخلائهم". وفيما يزعم جيش الاحتلال أنه قرر عدم السماح للمستوطنين بالمبيت في المواقع التي استولوا عليها، إلا أن القناة ذكرت أن قسما منهم بقي للمبيت في 10 تلال، بينها مواقع توصف بأنها "مناطق عسكرية مغلقة" وإلى مواقع أصدر قائد المنطقة الوسطى لجيش الاحتلال بشأنها "أوامر إغلاق عسكرية". وبحسب بيان صادر عن مكتب وزير الأمن، بيني غانتس، فإن الأخير أوعز بعدم السماح للمستوطنين بإقامة بؤر استيطانية، ووصف ذلك بأنشطة غير قانونية. وهاجمت وزيرة الداخلية، أييلت شاكيد، قوات الأمن بادعاء ممارستها العنف ضد المستوطنين أثناء إخلائهم. وكتبت في "تويتر" أنه "يجدر أن تحافظ الشرطة على طاقاتها من أجل اجتثاث الجريمة الحقيقية في الدولة". واعتبرت أيضا أن "أبناء الشبيبة الرائعين الذين تجندوا من أجل الاستيطان في هذه البلاد هم إيحاء حقيقي، ويشكل إخلاصهم ضمانا لتغلب الصهيونية على أي تحد أو أزمة، داخلي أو خارجي". ورد وزير الأمن الداخلي، عومير بار ليف، على شاكيد قائلا، عبر "تويتر" أيضا، أنه "يجدر بوزيرة كبيرة في الحكومة ألا تشجع على أكتاف أفراد الشرطة خرق القانون وأنشطة إجرامية، وفقط لأنها يائسة من التملق ل'قاعدة ناخبين' وتحاول تجاوز نسبة الحسم" في انتخابات الكنيست المقبلة. من جانبه، دعا مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة، غسان دغلس، إلى التصدي لمخططات ودعوات من قبل حركات استيطانية، لإقامة بؤر جديدة في أراضي الضفة الغربية. وأوضح دغلس أن "حركات استيطانية تدعو إلى توسيع دائرة الاستيطان في أراضي الضفة الغربية والنقب والجليل، والمباشرة يوم غد الأربعاء، بإقامة نحو 20 بؤرة استيطانية". وحذر من الاستيلاء على المزيد من الأراضي واستهداف مواقع أخرى في أراضي الضفة؛ بهدف تنفيذ مخطط استيطاني يقطع أوصال الضفة، ويربط المستوطنات ببعضها. من جهة أخرى اقتحم مستوطنون متطرفون، صباح الخميس، المسجد الأقصى المبارك، من باب المغاربة، بحماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، ووسط دعوات مقدسية لتكثيف الرباط داخل المسجد اليوم الجمعة. وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدسالمحتلة بأن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على عدة مجموعات، ونظموا جولات استفزازية في باحاته. وأوضحت أن مرشدين يهود قدموا للمستوطنين المقتحمين شروحات عن "الهيكل" المزعوم، كما أدوا طقوسًا تلمودية في منطقة باب الرحمة شرقي الأقصى. وتواصل شرطة الاحتلال فرض قيودها على دخول المصلين الوافدين من القدس والداخل الفلسطيني المحتل إلى المسجد، وتحتجز هوياتهم عند بواباته الخارجية. وانطلقت دعوات شبابية و مقدسية إلى النفير والحشد، الجمعة، في المسجد الأقصى تحت عنوان "القدس ميثاق الأمة". وأكدت الدعوات على ضرورة المشاركة الواسعة في أداء صلاة الفجر والجمعة في الأقصى، وحثّت أهالي القدسوالضفة الغربية والداخل المحتل على شد الرحال وتكثيف التواجد فيه. وتأتي هذه الدعوات تأكيدًا على أن المدينة المقدسة ستبقى إسلامية، وأن المسجد الأقصى لا يقبل القسمة ولا الشراكة، ولمواجهة اقتحامات المستوطنين و مخططات الاحتلال للسيطرة عليه وتقسيمه زمانيًا ومكانيًا. ويتعرض المسجد الأقصى يوميًا عدا الجمعة والسبت، لسلسلة اقتحامات وانتهاكات من المستوطنين وعلى فترتين صباحية ومسائية، وسط قيود مشددة تفرضها شرطة الاحتلال على دخول الفلسطينيين للمسجد.