"أسأل نفسي دائما عن الطريقة التي يتذكَّرني بها الناس؟". هكذا علّق "الصقر" القطري معتز برشم على مواصلة بسط جناحيه على مسابقة الوثب العالي ودخوله التاريخ، باللقب العالمي الثالث تواليا بذهبيته في مونديال يوجين الأميركي. بات برشم أول رياضي في مسابقته يحتفظ باللقب ثلاث مرات متتالية عندما فرض هيمنته على مسابقة النسخة الثامنة عشرة، مبدداً المخاوف التي أثيرت حوله قبل المونديال بسبب غيابه عن اللقاءات الدولية في موسم الهواء الطلق، حرصا على الابتعاد عن الإصابات والوصول إلى يوجين بكامل الجاهزية. وخاض لقاءً واحداً هذا الصيف وكان على أرضه في الدوحة ضمن الدوري الماسي وخسر أمام الكوري الجنوبي ووسانغهيوك وصيفه في يوجين، لكنه ضرب بقوة في ظهوره الأول في الولاياتالمتحدة الجمعة، بصدارته التصفيات مناصفة مع سانغهيوك والكندي دجانغو لوفيت والأوكراني أندري بروتسنكو صاحب البرونزية، قبل أن يظفر باللقب الاثنين. إنجاز للتاريخ قال في تصريح لوكالة فرانس برس عقب التتويج "الفوز (باللقب العالمي في مسابقة الوثب العالي) للمرة الثالثة لم يحدث من قبل. وحتى أكون صريحا بالنسبة لي هذه إحصائية رائعة". وأضاف "أسأل نفسي دائمًا "كيف أريد أن تتذكرني الناس"؟ أريد أن أفعل أشياء عظيمة، أريد أن أكون لاعب الوثب العالي الذي يقوم بأشياء تبقى عالقة في التاريخ". وتابع "الحمدلله، لقد فعلت ذلك اليوم لذلك أنا سعيد جدًا بذلك. أن تفوز ببطولة العالم مرة واحدة يعد انجازا، ولكن عندما تحقق ذلك مرتين وثلاث مرات فهو شيء أروع بكثير، شيء للتاريخ". وبات برشم البالغ من العمر 31 عاما وصاحب ثاني أفضل رقم في التاريخ (2.43 م) حققه في الخامس من سبتمبر 2014 في بلجيكا بفارق سنتيمترين خلف الكوبي خافيير سوتومايور صاحب الرقم القياسي العالمي (2.45 م منذ 27 يوليو 1993)، ثالث رياضي عربي يحتفظ باللقب ثلاث مرات متتالية بعد عداءي سباق 1500 م الجزائري نور الدين مرسلي أعوام 1991 في طوكيو و1993 في شتوتغارت و1995 في غوتبورغ، والمغربي هشام الكروج الذي حقق الإنجاز أربع مرات متتالية في أثينا 1997 وإشبيلية 1999 وإدمونتون 2001 وباريس 2003. وعلق قائلا "هذا إنجاز لم يأت من فراغ، أنا سعيد جدا اليوم، لم تكونوا معي في الأشهر الثمانية الأخيرة لترون ما قمنا به من عمل وجهد كبيرين جدا وتكلل كل ذلك بالنجاح". وأوضح "صحيح أنني لم أشارك في المسابقات الدولية ولكنني عملت بجهد كبير جدا، وفوزي اليوم هو ردّ فعل واستعراض لما قمنا به فترة غيابنا عن المنافسة". وأضاف "المنافسة كانت صعبة وقوية ولكن تركيزي على نفسي كان عاليا ولم أشعر بضغط المنافسين وكنت على أتم الاستعداد للقب". وتابع "التركيز أمر ضروري جدا في مسابقتنا، فكل شيء وارد ويمكن أن تتنافس حتى ارتفاعات أكثر وبالتالي يجب أن نكون جاهزين". وأردف قائلا "كان تركيزي منصب على تصحيح الأخطاء التي قد أكون ارتكبتها في المحاولة السابقة وتهدئة أعصابي قبل أي محاولة". ولدى سؤاله عن طموحاته المستقبلية، قال "لكي أكون صادقا، أنا لا أعرف، لكننا سنجد شيئا". وأضاف "بعد أولمبياد طوكيو، كان من الصعب إيجاد الحافز والهدف، وجدت هدفا واحدا هو اللقب العالمي ونجحت في تحقيقه وأنا متأكد من أنني من خلال الحديث مع فريقي سنجد حافزا جديدا، فالموسم لا يزال مستمرا وهناك بعض اللقاءات الدولية في أوروبا وسنرى ما هو قادم" في إشارة إلى لقاءات الدوري الماسي في موناكو ولوزان وزيوريخ. ولم يفت برشم تهنئة العداء المغربي سفيان البقالي المتوج بذهبية سباق 3 آلاف م، معربا عن أمله في أن "تعود ألعاب القوى العربية إلى التوهج والخريطة العالمية".