تنطلق يوم غدٍ الخميس فعاليات مهرجان "فلفل شقراء" في دورته الثانية، بمشاركة فلاحين يعرضون محصولهم من "الحبحر" الذي تشتهر بزراعته المحافظة، ويتميز بجودة عالية جعلت له شعبية كبيرة على مستوى المملكة. ويأتي المهرجان على غرار مدن محلية عالمية تفخر بمنتجاتها الزراعية وتضع لها مهرجانات بفعاليات متنوعة وجاذبة، ومنها مهرجان جيزان للمانجو، ومهرجان حمضيات الحريق التي أصبحت مزار لكثير من المهتمين والسيّاح وأهالي المنطقة. وتكاد لا تخلو موائد أهالي المنطقة الوسطى من "فلفل شقراء" المتميز بمذاقه وجودته الفريدة، حيث يحرص كثير من كبار السن على اضافته على أطباقهم المفضلة وبخاصة في فصل الشتاء. وحظي المهرجان في دورته الأولى بإقبال متميز على فعالياته المختلفة، حيث فرض نفسه على روزنامة مهرجانات شقراء العديدة، وحقّق مبيعات جيّدة في محافظة اشتهر أهلها بالزراعة والتجارة منذ مئات السنين. والمنتظرون للمهرجان أكثر من التصور سواء في عددهم أو في كمية الذكريات الإيجابية التي يختزنونها عنه، أما كبار السن من الجنسين وخاصة المزارعين فهم يحتفظون بذكريات أبعد وأكثر وأعمق عن (الحبحر) فقد كان جزءا من الموروث الشعبي من المائدة خاصة في فصل الشتاء. والمهرجان في موسمه الثاني أصبح مزارا سياحيا واقتصاديا، حتى أن الشقراويين المنتشرين في مدن المملكة ومناطقها وقراها يسألون عنه حين يعلم السائل أن أحدهم من شقراء أو من منطقة الوشم، فأصبح فخرا للزراعة والتجارة في شقراء التي عرفت منذ مئات السنين بأنها معقل من معاقل التجار بل ومدرسة اقتصادية في وسط الجزيرة العربية. كما أن مهرجان (فلفل) شقراء يقدم نموذجا للإنتاج المحلي المحسوس والمفيد والمتفرد بجودته وعلو كعبه، ولا يضير شقراء التاريخ والاقتصاد وهي مسقط كثير من العلماء الأجلاء والمثقفين من الشعراء والأدباء والمؤرخين أن تعتد بنفسها من خلال (حبحر)، فكثير من المدن العالمية لديها مهرجانات في الطماطم والكرز وكذلك في الموز والبطيخ، فزادت شهرتها ولم تصاب بنقص أو تتعرض لنقدٍ، أو شاحت عنها الوجوه او شوهت مهرجاناتها الألسن، ومثل ذلك مهرجانات محلية متعلقة بالثمار مثل مهرجان جيزان للمانجو، ومهرجان حمضيات الحريق بل أصبحت مهوى أفئدة السياح، ومحل جذب للناس، ومآلا للترفيه وما أدل من ذلك أن سائحا لندنيا يسألني وعائلته في رمضان الماضي عن موعد مهرجان (حبحر) شقراء الذي لم يره بعد وسمع به فقط قبل أيام قليلة من أصدقاء سعوديين بالرغم من زياراته المتعددة للمملكة. و(حبحر) شقراء منتج متميز في مذاقه ونكهته وغني بعناصره الغذائية ووجد نفسه بعد تعالي سمعته بأن له مهرجانا خاصا لتفرده وزيادة الإقبال على شرائه، فالمهرجان يختلف عن الحراج أو البازار أو التخفيضات بأنه ينشئ نفسه بنفسه، ويقوم الناس بإنشائه ويضع قواعده بنفسه، وهكذا كان مهرجان فلفل شقراء الذي فرض نفسه على خريطة الفعاليات في المحافظة، وهو لا يختصر شقراء ويختزلها بل هو نموذج من ذخائر شقراء المتعددة والمتنوعة، ورمز لأرضها الطيبة الخيرة، وهو مكمل لباقي المهرجانات المماثلة لعكس نماء أرض المملكة العربية السعودية وبيئتها الزراعية المتفوقة بالإنتاج المميز فضلا عن الإنتاج العام. كلمة (فلفل) مستحدثة بعد دخول ثقافة موائد عربية إلى المائدة السعودية و(لعل) دخول المطاعم إلى حياتنا الاجتماعية كان هو السبب الأول، الحبحر الثمرة الكاملة أقوى من الفلفل (اليابس المطحون أو المدقوق) فنحن في شقراء وليس مطعم شقراء، ونحن نفتخر بمنتج طبيعي لا منتجا مصنعا، فأهلا بكم في مهرجان (حبحر شقراء) وهذا ما أتمنى أن يكون اسمه الموسم المقبل.. تحياتي (الحارة) لمحافظة شقراء ولبلديتها ولفرع البيئة والزراعة فيها وللجميع من الزوار والمنظمين والتجار والمراقبين عن بعد المحتملين أن ينقلبوا زوارا في المواسم المقبلة لمهرجان (فلفل) شقراء. الفلفل الأحمر أصبح فخراً للزراعة والتجارة في شقراء