ليست كل النجاحات طعمها واحد، فنجاح عن نجاح يفرق في القيمة المكتسبة، فالنجاح في وقت الأزمات وتحدي الظروف الصعبة القاهرة ليس كغيره من النجاحات الأخرى، وهو ما شاهدته في "مهرجان فلفل شقراء"، فرغم أزمة كورونا وما تتطلبه من احترازات وتباعد اجتماعي إلا أن بلدية محافظة شقراء بقيادة رئيسها المهندس عبدالمحسن الحمادي استطاعت بذل جهود كبيرة في الإعداد والترتيب لهذا المهرجان، وإظهاره بالمظهر اللائق به، وذلك بالتعاون مع الجهات الحكومية واللجان ذات العلاقة ومنها انبثقت اللجنة المنظمة للمهرجان، ولا شك أن نجاح البلدية هذا جاء بعد سلسلة اجتماعات جرى عقدها برئاسة محافظ شقراء عادل بن عبدالله البواردي مع الجهات المعنية الأخرى من أجل التنظيم والترتيب لهذا المهرجان، المرتبط بموروث المحافظة، والمميز في محتواه وأهدافه. ف"حبحر شقراء" نال شهرة واسعة في كافة أسواق الخضار، وأصبح من الأنواع التي يزداد الطلب عليها من كافة محافظات ومناطق المملكة، ومن خارجها أيضاً، نظراً لمميزاته ومذاقه الحار ونكهته المميزة، وما يحتويه من فوائد صحية، وفيتامينات، ومعادن، كالحديد، والمغنيسيوم، والبوتاسيوم، وغيرها. وقد استثمرت المحافظة اسم وتميز "حبحر شقراء" الاستثمار الأمثل فجعلت منه مهرجاناً ملفتاً للأنظار، ووفرت من خلاله كل ما يحتاجه المزارعون لعرض منتجاتهم في أجنحة خاصة بصالة البلدية للاحتفالات الملاصقة لنادي الوشم الرياضي، ووفرت للزائرين كل ما يحتاجونه من ترفيه ليظلوا أطول فترة ممكنة من دون كلل أو ملل. اهتمت البلدية بمدخل المهرجان باعتباره البوابة الأولى التي تجذب أنظار الزائرين، فشرعت بتوسعته وتوصيله بالشارع الرئيس، وزرعت الحديقة بالورود، وجهزت الممرات المناسبة داخلها لتكون للمتسوقين والزوار، وجهزت بالتعاون مع اللجنة المنظمة مواقع لبيع المنتجات الزراعية من الفلفل الأحمر وتسويقها وتخزينها ونقلها، وخصصت قرابة 30 ركناً للأسر المنتجة لتسويق وبيع المنتجات الأسرية الخاصة بها، وخصصت عدة أماكن في الساحات الخارجية للجلسات العائلية. كما استثمر المهرجان شهرة نجوم الإعلام والأدب والفن والرياضة، كإدريس الدريس، وماجد عبدالله ويوسف الجراح وعبدالله السدحان، وعبدالله الشريف ومحمد العيسى بطل الغولف السعودي، ودعاهم للحضور حتى تكتمل للمهرجان أدوات الجذب المطلوبة، وينال الشهرة التي يستحقها، ثم تعود الفائدة بعد ذلك على المزارعين، والتجار، والأسر المنتجة، واقتصاد المحافظة بصفة عامة. كل تلك الجهود التي نراها تدل على التوجه الاقتصادي الذي نريده لمحافظة شقراء، من حيث استثمار مواردها وما تتميز به من منتجات، وترويجها، وإبرازها، وتحويلها إلى صناعات تحويلية ومصادر اقتصادية لها عائد مالي يتفق مع أهمية تلك المنتجات التي باتت تجذب أنظار من في داخل وخارج المملكة. كل الشكر لمن ساهم ويساهم في إعداد ونجاح تلك الفعاليات المميزة، ونأمل في المزيد منها بإذن الله، على سبيل المثال لا الحصر التمور واليقطين والفراولة والتين الأخضر والترنج والليمون وهي منتجات زراعية يشتهر بها إقليم الوشم.