قوبلت الصرخة المدوية التي أطلقها الإيرانيون أمام البرلمان البلجيكي، مع نهاية أسبوع من فعاليات الاحتجاج على صفقة إعفاء الإرهابي أسد الله أسدي من قضاء محكوميته في بلجيكا، بتفهم اللجان البرلمانية لمطالبهم. أكد عضو لجنة الدفاع البرلمانية ثيو فرانكن خلال حديثه للمتظاهرين أنه تسببت تظاهرات الأسبوع الماضي في تأجيل جلسة التصويت على الصفقة، وأنهى حديثه بالتشديد على التصويت ضد مشروع القانون، مشيراً إلى استحالة التفاوض مع الإرهابيين. فيما أشارت عضو اللجنة القضائية في البرلمان البلجيكي صوفي روهني إلى دور الإيرانيين الأحرار في تحميس أعضاء البرلمان ووسائل الإعلام والرأي العام البلجيكي ضد الصفقة مؤكدة معارضتها لها، ووصف فرانسوا دي سميت عضو البرلمان البلجيكي ورئيس الحزب الديمقراطي الفيدرالي المستقل (DEFI) ما تفعله الحكومة البلجيكية بالاستسلام للابتزاز، وأفاد عضو البرلمان الأوروبي السابق باولو كاساكا بأن الخوف من الفشل وراء تأجيل التصويت على مشروع القانون مرة أخرى، متوقفاً عند الأثر الذي أحدثته حملة أنصار المقاومة. انعكس ما جرى خارج البرلمان على المداولات التي جرت داخله، حيث أشارت رئيسته إليان ثيليو خلال الجلسة إلى أن "القضية التالية التي سنتطرق إليها هي الضرر الذي لحق بسمعة بلجيكا على المستوى الدولي" وتطرق عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان جورج دالمان للغضب الذي أثارته الصفقة في بلجيكا والعالم، متوقفاً عند "تسونامي رسائل أساتذة القانون البلجيكي والدولي البارزين والمسؤولين ورؤساء الحكومات الأوروبية السابقين" فيما حذرت نائب رئيس اللجنة الخارجية في البرلمان إلين سامين من الآثار التي ستلحقها الصفقة بسمعة بلجيكا على المستوى العالمي. ردّ رئيس الوزراء البلجيكي على عاصفة الاحتجاجات بمحاولة إثارة الشفقة على بلجيكي اختطفه نظام الملالي، وتلقى إجابة سريعة وواضحة من النواب بأن الصفقة تتيح الحرية لهذا الشخص، وتحول كل بلجيكي وأوروبي إلى رهينة محتملة في إيران. ترافقت أحداث بروكسل مع لقاء حماسي لأبناء وأقارب القتلى في استكهولم، إثر إصدار المحكمة السويدية حكمها بالسجن المؤبد على حميد نوري المتورط في مجزرة 1988، علت خلاله صيحات الفرح، والمطالبة بمحاكمة رئيسي وخامنئي، وردّد الحضور هتافات تطالب الحكومة البلجيكية بسماع صوتهم. التقى الخارج والداخل الإيراني تحت راية المقاومة في حراكهما ضد فساد الملالي ونهبهم وإجرامهم، مع تجسيد أنصار المقاومة حقيقة أنهم امتداد وحداتها في إيران، تأكيد قدرتهم على المبادرة لإيصال رسالة الإيرانيين الرافضة للنظام، فتح جبهة عالمية في مواجهة الملالي، التشديد على استقلال المقاومة واعتمادها على الذات والمثابرة من أجل الإطاحة بحكم الولي الفقيه.