عاد الحجاج إلى ديارهم بسلامة الله، يحمل كل منهم ذكريات لا تُنسى، وشكراً بلا حدود لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد والشعب السعودي النبيل، وتلك المنظومة المتكاملة من الخدمات التي سهلت ويسرت عليهم حجَّ بيت الله الحرام، وأداء النسك وطواف الوداع، رغم أعدادهم الكبيرة، إذ بلغ عدد الحجاج لهذا العام: (899,353) حاجًّا وحاجة، منهم (779,919) حاجًّا من خارج المملكة، فيما بلغ عدد حجاج الداخل (119,434) حاجًّا من مواطنين ومقيمين. وطوال أيام الحج رأينا الحجاج وهم يشيدون بالخدمات التي قُدمت لهم، وهي كثيرة، كان منها مبادرة توعوية نوعية استهدفت ضيوف الرحمن القادمين من كافة بلدان العالم لأداء المناسك، وضمت 13 دليلاً تفصيلياً تناولت الموضوعات التي تهم الحجاج، بأسلوب سهل ومُبسط شمل جميع المراحل التي يمرون بها أثناء تأديتهم للمناسك، والإجابة عن كافة تساؤلاتهم من خلال لغات مُتعددة تجّاوزت 14 لغة عالميّة ضمن أكثر اللغات الحيّة استخدامًا بين ضيوف الرحمن. هذا بالإضافة لشاشات إرشاد إلكترونية توزعت على مداخل ومخارج المسجد الحرام وساحاته والطرق المؤدية إليه، وتميزت بالدقة العالية، وتنوع المحتوى، وبعدة لغات مختلفة لبث الرسائل التوجيهية والإرشادية والتعريفية على مدار الساعة. كما عرضت محتويات إرشادية للاستدلال على أهم المواقع داخل المسجد الحرام، كصحن المطاف والمسعى وتذكير الطائفين والساعين بالأدعية المأثورة، وتوعيتهم في كافة الجوانب الصحية والأمنية. ومثل كل عام تم توزيع ما يقارب 1000 مظلة واقية من الشمس، و1300 عبوة من المياه المبردة يومياً على الحجاج والمعتمرين، إضافة إلى الأساور الذكية التي يرتديها الحاج أثناء رحلته، ولها عدة وظائف مهمة لخدمة الحجاج مثل إثبات هويتهم، وتحديد موقع وجودهم، وتقديم خدمات الاستشفاء والمراقبة الصحية عن بُعد، وهي تتمتع بدرجة عالية من الأمان للعمل بظروف خارجية معقدة. كما جرى تخصيص 3 مواقع لتقديم خدمات التطويف لحجاج بيت الله الحرام، وهي: (باب الملك فهد، باب أجياد، باب السلام) تسهيلاً وتيسيراً عليهم في أداء نسكهم بكل اطمئنان، من خلال أكثر من (100) مطوفٍ مؤهلين بعدد من الدورات التدريبية المتعلقة بمناسك الحج، ومهارات التعامل والتواصل مع ضيوف الرحمن. كما كان للاهتمام بصحة الحجاج، الجانب الأكبر من الأهمية، فإضافة للخدمات الصحية المعتادة قدمت وزارة الصحة هذا العام خدمة «الهولو دكتور» والتي قدمت من خلالها خدمات طبية حديثة لضيوف البيت الحرام، شملت الكشف والتشخيص وصرف العلاج من خلال التواصل المباشر مع أطباء مستشفى صحة الافتراضي بالرياض. إضافة لمنظومة متكاملة من المرافق الصحية بالمشاعر المقدسة، شملت مجموعة من المستشفيات والمراكز الصحية وسيارات الإسعاف عالية التجهيز، تحت إشراف طواقم طبية وفنية وإدارية، ضمت الكوادر المؤهلة والمدربة على العمل بموسم الحج. نحمد الله كثيراً على نجاح حج هذا العام 1443ه، على كافة الصعد الأمنية والخدمية والصحية دون تسجيل حوادث أو أمراض وبائية بين ضيوف الرحمن، والذي كان وراءه سواعد مبدعة، أخلصت في تنفيذ مهامها، وقدمت الدعم اللوجستي لجميع الجهات الحكومية لتمكينهم من خدمة ضيوف الرحمن بمستوى متميز. وقد بلغ إجمالي القوى العاملة المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن هذا الموسم من مختلف القطاعات والجهات الحكومية والخاصة (228,721) شخصًا، ما بين عمالة دائمة ومؤقتة. أما الجنود الذين شاركوا في خدمة الحجاج وضمان الأمن لهم، فهؤلاء قصة أخرى في البذل والعطاء بحب، ولا شك أنه يقف وراءهم آباء عظماء، وأمهات عظيمات، يستمدون منهم العزم والقوة والولاء للوطن. وكل عام وبلادنا آمنة مطمئنة، مستضيفة ضيوف الرحمن من كل دول العالم. ثلاثة آلاف عربة كهربائية لخدمة الحجاج والمعتمرين روبوت يوجه الحجاج لكيفية أداء المناسك موسم الحج مشاركة فاعلة للمتطوعين الصحيين سوار إلكتروني رمي الجمرات بكل سهولة تنظيم حركة الحجاج