بسبب دوره ونشاطاته غير العادية وبروزه على مختلف الصعد كشخصية وسطية معتدلة، فقد لفت معالي الشيخ د. محمد العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي انتباهي كثيراً لا سيما وأنه من الذين أثاروا قضية المرأة ودافع عن حقوقها وبشكل خاص المرأة المسلمة، وبذل جهوداً كبيرة من أجل إزاحة الظلم عنها والعمل على تهيئة الظروف والأوضاع المناسبة من أجل جعلها تتبوأ مكانتها والقيام بدورها في المجتمع وأداء رسالتها في الحياة، والأهم من ذلك هو أن الشيخ العيسى كان له دور كبير في عكس الصورة الحقيقية عن المرأة المسلمة ولا سيما بعد أن تم وضع بند مهم في وثيقة مكةالمكرمة عن تمكين المرأة وعن حقوقها في مختلف المجالات. الدور والنشاطات النوعية للشيخ محمد العيسى جعلته يبرز كشخصية ريادية متنورة مهمة لها ثقلها ووزنها المؤثر على مختلف الصعد خصوصاً بعد أن تمكن من أن يقف بوجه الأوساط المعادية للإسلام أو المتربصة به شراً، ويثبت بأدلة من القرآن والسنة النبوية الشريفة من أن الاسلام هو دين يخدم الإنسانية جمعاء، ويدعو إلى فكر وسطي اعتدالي منفتح على الآخر، بل وإن دفاعه عن المرأة بصورة عامة وطروحاته وأفكاره بهذا الصدد قد رسخ الثقة به كثيراً، ولذلك فإنني عندما سمعت بخبر تشريفه بالقيام بأداء إمامة صلاة يوم عرفة وتقديم خطبتها فإن ذلك قد جعلنا نزداد أملاً وتفاؤلاً، لأنه وفي هذه المناسبة المقدسة العظيمة التي يشهدها العالم من المؤمل أن يبادر إلى تركيز الأضواء على قضايا المرأة ولفت الأنظار إليها. الدور الذي اضطلع به الشيخ محمد العيسى، وتمكنه من أن يثبت وخلال الألفية الثالثة للميلاد بأن الإسلام قوة فكرية، حضارية، إنسانية تخدم البشرية عامة ولا تختص بالمسلمين فقط كما يتبادر إلى ذهن البعض، يبعث على افتخار واعتزاز كل مسلم ومسلمة بهذا الإنجاز الاستثنائي، لا سيما وأن الأفكار والتوجهات التي طرحها ويطرحها قد باتت تجذب الأنظار إليها، ويجري ليس الحديث عنها فقط بل وحتى تؤخذ بالبحث والتحليل، ولا ريب من أن ما قد قام به الشيخ العيسى خلال العقد المنصرم وبدايات هذا العقد أثبتت جدارته كشخصية إسلامية فكرية استثنائية على مستوى العالم كله. تشريف الشيخ العيسى بمهمة الصلاة والخطبة في يوم عرفة، يأتي لأنه جدير بأداء هذه المهمة خصوصاً بعدما أثبت عملياً دوره المميز في خدمة الإسلام والمسلمين، ومن أنه يقف كالطود الشامخ في سبيل الدفاع عن الإسلام والمسلمين بأسلوب ونمط حضاري غير مسبوق، بالأخص عندما يثبت بأن الإسلام هو دين الإنسانية والحضارة، وأنه دين مرن ومنفتح وصالح لكل الأزمان وليس كما يشاع عنه ظلماً بأنه دين انعزالي منغلق على نفسه. ضرورة تنبيه وتوعية الأمة الإسلامية إلى طبيعة المرحلة التاريخية غير العادية التي تواجهها، وضرورة أن تكون بمستوى هذه المرحلة، ستكون قطعاً في صلب خطبة عرفة للشيخ العيسى الذي أثبت ويثبت وبحق أنه مرجعية إسلامية تستحق الاحترام والتقدير.