يمتدُ العطاء من عرّاب "رؤية المملكة 2030"، صاحب المُبادرات والرُؤى والتطلّعات، صاحب السمو الملكيّ الأمير محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة العربية السعودية؛ حيثُ يُعلن عن التطلّعات والأولويات الوطنية للبحث والتطوير والابتكار في المملكة العربية السعودية للعقدين المُقبلين، والتي تستند إلى أربع أولويات رئيسة؛ تتمثل في صحة الإنسان، واستدامة البيئة والاحتياجات الأساسية، والريادة في الطاقة والصناعة، واقتصاديات المُستقبل؛ بما يُعزز من تنافسية المملكة عالميًا وريادتها، ويتماشى مع توجُّهات "رؤية المملكة 2030". وبقراءةٍ تحليلية ووقفةٍ عندَ تلك الفروع؛ نجدها الركائز وحجر الزاوية وقطب الرحى في كل مفاصل الحياة الاجتماعية؛ فالأمّة التي ترنو إلى أن تكون في مقدمة الأمم؛ عليها أن تُمسِك بهذه الاستراتيجية، وتعمل بكلِّ قواها على تحقيقِ أعلى المستويات منها. فكلما كان المُخرج مرتفع وعالي الجودة؛ كان التقدّم نحو الأمام واضحًا للأعيان، وبالتالي تقف الأمّة وقفةً راسخة، ومن هنا أكّد ولي العهد؛ حيثُ قال: "اعتمدنا تطلُّعات طموحة لقطاع البحث والتطوير والابتكار، لتصبح المملكة من رواد الابتكار في العالم". وهذا هو دأب المملكة العربية السعودية منذُ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن. فلن ينسى التاريخ، ولا مؤرخوه، بدايات العِلم حينما أنشأ ما يناسب المرحلة آنذاك؛ حيثُ فتح المدارس، وأقام البعثات إلى العالم العربيّ والعالم أجمع. وتلا ذلك ملوك المملكة العربية السعودية، وكل ملكٍ منهم -رحمهم الله-؛ يضعُ حجرًا لبناءِ الحضارة السعودية. وفي عهدِ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهم الله-؛ يكون في كلِ يومٍ للبلادِ مشروع، ومن أهم تلك المشاريع؛ الصحّة والتعليم والبحث والابتكار. المملكة تسيرُ بخُطى ثابتةٍ واثقة نحو مستقبلٍ يُلبي متطلبات المراحل القادمةِ؛ إذ إنّ ما نعيشه اليوم ويعيشه العالم يحتاجُ إلى مزيدِ عطاءٍ وعملٍ دؤوبٍ قابلٍ للتطبيق، ويُحقق تطلعات الجيل والأجيال القادمة بإذن الله. وسيكون للمملكة العربية السعودية قصب السبق في الريادة والصناعة؛ إذ إنها تمتلك بفضلٍ من الله البُنى التحتية والخامات التي تجعلها تقفِ مع الدول ذات السبقِ في هذا المجال. وما تبوؤها مجموعة العشرين ورئاستها للمجالس والمنتديات العالمية إلا مُخرج من مخرجاتِ تلك التطلعات التي رسمتها وترسمها وتحققها رؤيتنا الوطنية 2030. نشهدُ في كلِّ لحظة تحقيقَ إنجازٍ من إنجازاتِ الرؤية. وفي المجالِ العلميّ؛ نحصدُ الجوائز تلوَ الجوائز، وما حصول شبابنا على 22 جائزة في المعرض الدوليّ للعلوم والهندسة "آيسف 2022" من بين طلاب 85 دولة، والذي يُعد أكبر معرض للمنافسة في مجال البحث العلمي والابتكار لمرحلة ما قبل الجامعة، وما استقبالهم والإشادة بهم وتحفيزهم والأخذ بأيديهم من قبل عرّاب الرؤية ولي عهد المملكة العربية السعودية إلا من هذا القبيل. من خلالِ أولئك وأمثالهم، ومن بين أيدي المبادرات التي أعلنها سمو ولي العهد؛ ستشرق شمس المملكة العربية السعودية وحضارتها على العالم، وستكون أكثر تألّقًا وبناءً وإشراقًا. وغدًا بإذن الله تتحقق التطلعات ويُصبح الحُلم حقيقة. والمؤمل من شبابنا وشاباتنا المتخصصين بالترجمة في جامعات المملكة العربية السعودية ترجمة ما ينجمُ عن تلكم المُبادرة في فروعها الرئيسة الأربعة إلى شتّى اللغات، وهم على ذلك قادرون؛ فطالبات كلية اللغات بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن على هذا الطريق سائرات؛ حيثُ يترجمن من خلالِ مبادرة "إرث" كتبًا ومراجع علمية تُختار مشاريعًا للتخرّج، وتُنشر من حينٍ إلى آخر، وقد أثبتن جدارتهن في هذا المجال. ومبادرة سمو ولي العهد خيرُ حافزٍ ودافعٍ لهن؛ ليكُنّ -بإذن الله- رافدات من روافد الخير والعطاء في بلدِ الخير والعطاء.