إن أهمية الابتكار للإنسان هو العنوان البارز لإعلان سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ل"التطلُّعات والأولويات الوطنية لقطاع البحث والتطوير والابتكار"، والذي جاء رسميًا عبر موافقة اللجنة العليا للبحث والتطوير والابتكار برئاسة سموه - حفظه الله - على خارطة التطلُّعات الممتدة حتى 2030. اطّلعت على تفاصيل الأولويات الوطنية بشكل دقيق، وأكثر ما لفت انتباهي هو تركيزها على "استقطاب المواهب المحلية والعالمية"، إضافة إلى إعادة الهيكلة والحوكمة للقطاع وبناء الشراكات، وجميعها تُسهم في التمكين والنمو والازدهار للقطاع، وتخلق شكل المستقبل البحثي والابتكاري لبلادنا. استقطاب وجذب المواهب أضحى ضرورة وطنية سعودية؛ لصناعة الميادين البحثية والابتكارية تحت مظلة التطلُّعات والأولويات الوطنية الطموحة، وبالتالي تحقيق ريادة مملكتنا العالمية في هذه المحاور المعرفية المهمة. يوجد لدينا في السعودية كوادر من الشباب والفتيات الذين حصدوا بمشاركاتهم العالمية في مجالات البحث والتطوير والابتكار العديد من الجوائز العالمية المرموقة، ومؤخرًا احتفلنا جميعًا بعودة المنتخب السعودي للعلوم والهندسة من معرض ريجنيرون الدولي للعلوم والهندسة "آيسف 2022"، المقام في أتلانتا بولاية جورجياالأمريكية، وحصد 22 جائزة عالمية نالها شباب وفتيات بعمر الزهور، ليرفعوا اسم الوطن في مجالات البحث والابتكار، وهذا إنجاز يحسب لأجيال المستقبل. التطلُّعات والأولويات الوطنية في قطاع البحث والابتكار والتطوير، ستزيد من عدد المواهب لدينا؛ لأنها ستخلق لهم ميادين للإبداع والابتكار بتنافسية عالية، ستُسهم في زيادة الإنتاج الابتكاري تحت العلامة السعودية. يُمكننا وصف التطلُّعات والأولويات الوطنية بأنها استراتيجية لاستقطاب المواهب العالمية واستبقاء المواهب، وهي ضمانة لتمكين اقتصاد المعرفة بالنسبة للمملكة العربية السعودية، وتحقيق مستهدفاتها الواردة في رؤية 2030 الطموحة. تأسيس ميدان للبحث والتطوير والابتكار برؤية ومعايير عالية، يجعل من الموهبة ذات قيمة كبيرة للاقتصاد الوطني، في بلد يسعى للريادة العالمية من خلال زيادة الإنفاق على قطاع البحث والتطوير والابتكار ليصل إلى 1 ٪ من إجمالي الناتج المحلي بحلول 2030، وهو ما سيسهم في وجود آلاف الوظائف النوعية الجديدة في العلوم والتقنية والابتكار. جذب المواهب المحلية والعالمية لميادين البحث والابتكار واستقطابهم، هو غرس لمستقبل سيزدهر بالأبحاث والابتكارات التي تخدم الإنسانية وتتغلب على التحديات التي تواجه العالم بروح سعودية خالصة، برعاية كريمة من الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، ويقودها المُلهم عراب الرؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله -.