يتوجه الإسرائيليون في الأول من نوفمبر المقبل إلى صناديق الاقتراع للمرة الخامسة في أقل من أربع سنوات وذلك بعد أن تم حل البرلمان الخميس. فيما يأتي أبرز المحطات خلال ثلاث سنوات من الأزمة السياسية. انتخابات أولى في انتخابات التاسع من أبريل 2019، كان بنيامين نتانياهو يأمل بالفوز من جديد على الرغم من شبهات الفساد التي تلاحقه وفي مواجهته رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس زعيم التحالف الوسطي أزرق أبيض. حقق كل من حزب الليكود اليميني والتحالف الوسطي أزرق أبيض نتائج متقاربة للغاية بحصول كل منهما على 35 مقعدا. وفي 17 أبريل، كلف الرئيس رؤوفين ريفلين نتانياهو المدعوم من أحزاب يمينية أصغر، تشكيل حكومة. لكن بعد أسابيع من المفاوضات، لم يتمكن من ضمان غالبية في البرلمان الذي يضم 120 مقعدا. في نهاية مايو، وفي مواجهة عجز نتانياهو عن تشكيل ائتلاف، وافق الكنيست على إجراء انتخابات جديدة بعد أن فضل نتانياهو البقاء في السلطة والدعوة إلى اقتراع جديد بدلا من تكليف رئيس آخر مهمة تشكيل الحكومة. مأزق جديد في 17 سبتمبر، حقق حزبا الليكود وأزرق أبيض مجددا نتائج متقاربة في الانتخابات. كُلف نتانياهو المهمة واقترح على غانتس "حكومة وحدة" لكن غانتس رفض بسبب احتمال اتهام نتانياهو بالفساد. ولم يكن بوسع أي منهما الحصول على الأغلبية المطلوبة. وأمام فشل نتانياهو، كلف الرئيس رؤوفين ريفلين في 20 أكتوبر غانتس القيام بالمهمة، لكنه فشل في ذلك بعد شهر. في 21 نوفمبر، وجه المدعي العام أفيخاي ماندلبليت اتهامات إلى نتانياهو بالفساد والاحتيال وخيانة الأمانة في ثلاث قضايا منفصلة. وفي 11 ديسمبر، صوت النواب على حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات جديدة، مع انتهاء مهلة تشكيل الحكومة. انتخابات ثالثة وفشل جديد في 2 مارس 2020، فاز الليكود بالعدد الأكبر من المقاعد بحصوله على 36 مقعدا في مقابل 33 لتحالف أزرق أبيض. ورغم ذلك، في 16 مارس، كلّف الرئيس غانتس تشكيل حكومة لأنه حصل على دعم أحزاب أخرى. في 20 أبريل، ومع تفشي كوفيد -19 وفرض الإغلاق وفي ظل أزمة اقتصادية، أعلن نتانياهو وغانتس حكومة وحدة طارئة لمواجهة الجائحة. ونص الاتفاق بينهما على استمرار هذه الحكومة ثلاث سنوات يتقاسم الرجلان خلالها السلطة، على أن يسلم نتانياهو منصب رئيس الوزراء إلى غانتس بعد 18 شهرا. في 7 مايو، أقرّت المحكمة العليا الإسرائيلية اتفاق الائتلاف الذي أيّده النواب في 17 من الشهر ذاته. لكن بعد فشل البرلمان في اقرار ميزانية العام 2021، حُل الكنيست في 23 ديسمبر 2020 وتمت الدعوة إلى انتخابات جديدة في مارس. انتخابات رابعة في 23 مارس 2021، عاد الإسرائيليون إلى مراكز الاقتراع في رابع انتخابات خلال عامين. وتصدر الليكود النتائج بحصوله على 30 مقعدا تلاه حزب يش عتيد برئاسة زعيم المعارضة يائير لبيد الوسطي مع 17 مقعدا. وفي 6 أبريل، كُلف نتانياهو تشكيل فريق حكومي جديد وأعطي مهلة حتى 4 مايو لكنه فشل في مهمته، ما دفع ريفلين إلى الطلب من لبيد محاولة تشكيل الحكومة. بينيت رئيساً للوزراء وفي 30 مايو، أعلن زعيم حزب "يمينا" اليميني المتشدد المليونير نفتالي بينيت دعمه لزعيم المعارضة يائير لبيد. في 2 يونيو أعلن لبيد أنّه أبرم اتفاقاً مع بينيت لتشكيل ائتلاف حكومي يتناوبان بموجبه على منصب رئيس الوزراء، على أن يكون بينيت الأول. وفي 13 يونيو، منح البرلمان الإسرائيلي ثقته للائتلاف الحكومي الجديد برئاسة بينيت الذي خلف نتانياهو بعد 12 عاما متواصلة في السلطة. وتولى لبيد وفق اتفاق التناوب بين الرجلين ملف الخارجية. وهكذا تم الإطاحة بنتانياهو بعد 12 عاما متواصلة في منصبه. تجدد التوتر وفي 4 نوفمبر أقر الكنيست ميزانية العام 2021 هي الأولى منذ ثلاث سنوات وتم في اليوم التالي اعتماد ميزانية العام 2022 وهو إنجاز مهم للائتلاف. لكن ما لبثت بوادر الانهيار أن لاحت في الأفق بعد أقل من عام. ففي 6 أبريل 2022 خسر تحالف بينيت الأغلبية بعد انسحاب أحد أعضاء حزب رئيس الوزراء كما هدد عضو الكنيست نير اورباخ بالانسحاب والتراجع عن دعم الحكومة. وفي 6 يونيو واجه التحالف عثرة جديدة بسبب قانون يسمح بتطبيق القوانين الإسرائيلية على أكثر من 475 ألف مستوطن إسرائيلي يعيشون في الضفة الغربيةالمحتلة. وتمكنت المعارضة من الحصول على أغلبية الأصوات ضد مشروع القانون ما تسبب بتجدد التوترات داخل الائتلاف. حل جديد في 20 يونيو، أعلن بينيت ولبيد عزمها على تقديم مشروع قانون لحل البرلمان والدعوة إلى انتخابات نيابية مبكرة ستكون الخامسة خلال أقل من أربع سنوات. وفي 30 يونيو تم حل البرلمان على أن تجري انتخابات جديدة في الأول من نوفمبر. وحتى ذلك الحين، يتولى لبيد رئاسة الوزراء إلى جانب حقيبة الخارجية التي يشغلها أصلا على أن يستقبل منتصف تموز / يوليو الرئيس الأميركي جو بايدن.