عالمة مخ من جامعة جون هوبكنز اكتشفت أن الجسد يحوي طريقة جاهزة لقتل الألم بجزئيات تعمل مثل المورفين. الإندورفينات التي يفرزها المخ وقت الرياضة تخفف الألم في الجسم وتنتج نشوة في العقل، وأظهرت عينات دم العدّائين نسباً عالية من الإندورفينات. ليست معلومة غريبة، فالرياضة معروف أنها عظيمة لكل شيء، لكن أدهشنا مدى مشافاتها للألم والمزاج والضغوط. غير زيادة إندورفينات فإن الرياضة تنظم كل النواقل العصبية التي يستقصدها مضاد الاكتئاب، فأولاً الرياضة فوراً ترفع نسبة مادة نورابنفرين، وتوقظ المخ وتجعله يتحرك وتحسّن تقدير الذات. الرياضة أيضاً تقوي دوبامين والذي يحسن المزاج والشعور بالصحة وينشط نظام الانتباه. دوبامين يتولى التحفيز والانتباه، وأظهرت الأبحاث أن التمرين المستمر يزيد مخزون دوبامين في المخ وكذلك يبدأ إنتاج الأنزيمات التي تصنع مستقبِلات دوبامين في مركز الجوائز في المخ، وهذا يُشعر بالرضا عندما ننجز شيئاً. بعد فترة تستقر المسارات التي تتنقل عبرها النواقل، وهو أمر مهم للتحكم بالإدمان. مادة سيروتونين أيضاً تتأثر بالرياضة، أمر مهم للمزاج والتحكم في الدافعية واحترام الذات، وأيضاً يساعد في درء الضغط النفسي بأن يعاكس مفعول هرمون الضغط كورتيزول ويجهز اتصالات الخلايا التي لها دور مهم في التعلم. لطالما عرفنا أن الرياضة تؤثر على ما تؤثر عليه مضادات الاكتئاب لكن عرفنا هذا دليلاً في دراسة عام 1999م. قسموا المكتئبين لثلاثة أقسام: فريق مارس رياضة قوية، فريق أخذ مضاد اكتئاب، فريق جرب الاثنين معاً. بعد 16 أسبوعاً كل الفرق الثلاثة أظهرت هبوطاً كبيراً في الاكتئاب، ونصف كل فرقة تعافت تماماً. أظهر هذا أن الرياضة لها نفس تأثير الدواء. بعد ستة أشهر ظهر أن الرياضة أنفع من الدواء على المدى الطويل، فرجع الاكتئاب لمن استخدموا الدواء فقط وكذلك لمن جمعوا بين الرياضة والدواء بنسب وصلت إلى 55 %، أما ممارسو الرياضة فأقل من الثلث. إنها كنز من المنافع، ولا تكلف شيئاً.