يعتبر التعليم من أهم العوامل الأساسية في تطور وتقدم الدول، ومن أهم الطرق نحو التقدم الحضاري والثقافي، ولهذا تتنافس الدول المتقدمة على تطوير أنظمة التعليم وتخصيص ميزانيات خاصة به، لبلوغ أعلى المستويات والمراتب المتقدمة في جودة التعليم، كما يحظى باهتمام ومتابعة المنظمات الدولية، والتقييم المستمر من أجل المحافظة ورفع مستوى جودة التعليم، حيث أنشأت الأممالمتحدة برامج خاصة لدعم مستوى التعليم، ووضع تصنيفات للدول التي تدعم وتسعى باستمرار لتطوير التعليم على المستويات كافة. حيث اعتمد تصنيف الدول على تقرير مؤشر بيرسون للتعليم والمهارات المعرفية والتحصيل التعليمي العالمي، وهو الذي بدوره اعتمد تحديد أفضلية الدول بناءً على عدة اختبارات دولية منها: اختبار مدى التقدم في القراءة والكتابة الدولي (بيرلز)، واختبار الاتجاهات الدولية في الرياضيات والعلوم (تيمس)، واختبارات برنامج التقويم الدولي للطلبة (بيزا)، حيث يهدف النظام التعليمي العام المتطور أن يجعل التعليم عالي الجودة في كل المقاييس. والمملكة العربية السعودية تُولي أهمية كبيرة لتطوير وتعزيز التعليم؛ من أجل بناء جيل واعد يمتلك ثقافات متنوعة ومرتكزة على تعليم راسخ، حيث رسمت من خلال رؤية 2030 انطلاقة جديدة إلى التميز والرقي في تطوير التعليم عبر شتى مراحله ومختلف مناهجه وطرقه. حيث اهتمت بكل مراحل التعليم من تعليم عام، أو تعليم عالٍ، أو تعليم مهني، أو تعليم ذوي الإعاقة، فلم تترك مرحلة تعليمية إلا وقد أعطتها اهتماماً يتناسب مع حاجياتها ومتطلباتها. والعناية المستمرة بتطوير التعليم منهجاً ومعلماً وطالباً وتدريساً ومدرسة، فهي تسعى إلى أن تواكب المناهج التطورات العلمية والحضارية، بما يتناغم مع عقيدتنا الإسلامية وفكرنا العربي، وفق التطورات المعرفة والثورة التكنولوجية المتسارعة، ليكون الطالب على تواصل دائم مع أي تطورات علمية ومعرفية. عندما أعلنت وزارة التعليم عدت خطط جديدة، ومن بينها تقسيم العام الدراسي إلى 3 فصول، فهل كانت هذه التجربة ناجحة من خلال التجربة الفعلية لها، حيث إن هذه التجربة تطبقها عدة دول مثل: ألمانيا، والمملكة المتحدة، وسنغافورة، وقد تكون ناجحة مناسبة لهذه الدول، فيوجد تجارب كثيرة ناجحة، وكذلك يوجد تجارب غير ناجحة ولكل دولة خصوصيتها. ماذا لو كان التعليم عن بعد إحدى هذه الفصول الثلاثة، فتكون تجربة تحسب لمملكتنا، في مسيرة تطوير التعليم، والتعليم الإلكتروني، الذي أثبت خلال فترة الجائحة فعاليته ونجاحه للمعلم والطالب، فكانت التجربة السعودية في التعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد أثناء جائحة كورونا من أفضل الممارسات العالمية في التعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد، فكانت وما زالت مسيرة التعليم في المملكة مسيرة حافلة بالتقدم والنجاح في السنوات الأخيرة، فالتعليم يعتبر أهم عنصر للفرد والمجتمع، لأنه بدونه سيكون هناك فقدان لجميع المعارف المتراكمة للأعمار وجميع معايير السلوك.