تحمل جولة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الإقليمية والتي بدأها من جمهورية مصر العربية كأول محطة، ويزور خلالها أيضا المملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية تركيا، أهمية كبيرة من حيث التوقيت والأهداف. وتتزامن جولة ولي العهد الخارجية مع ذكرى مرور 5 أعوام ميلادية على تولي سموه ولاية العهد، في وقت تمضي فيه المملكة في طريقها لتحقيق المزيد من الإنجازات من خلال رؤية 2030، التي أعلن عنها - يحفظه الله - في إبريل 2016. أيضا من حيث التوقيت تحمل الجولة أهمية خاصة لأكثر من سبب؛ حيث تأتي قبيل أقل من شهر على قمة جدة المنتظرة في 16 يوليو مع الرئيس الأميركي جو بايدن، التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - وتضم قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي. وبالتالي فإن تنسيق المواقف العربية تجاه قضايا المنطقة والقضايا الدولية قبيل القمة سيكون بندا أساسيا يتصدر مباحثات جولة سمو ولي العهد مع قادة الدول الثلاث التي يزورها، كما يبحث سموه مع القادة عددا من القضايا الإقليمية والدولية وفي مقدمها الملف النووي الإيراني والجهود المبذولة على صعيد إنهاء الحرب في اليمن وانعكاسات الحرب الروسية الأوكرانية على المنطقة وتعزيز العلاقات في شتى المجالات. وثمة توافق عام على أهمية صياغة تحالف إقليمي ذات أبعاد سياسية وأمنية واقتصادية لتنسيق المواقف وتوحيد الرؤى وتعزيز التكامل بما يسهم في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة، ومواجهة التحديات التي تواجهها. وتأتي الجولة الحالية لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتعزيز نجاحه الذي استشرق منذ اللحظة الأولى بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين، في تعظيم مكانة المملكة وتكريس ثقلها إقليما ودوليا وتحقيق إنجازات بارزة على الصعيدين المحلي والدولي. وتشهد المنطقة ظروفا وتحديات سياسية واقتصادية غير مسبوقة، على خلفية الأزمة الأوكرانية، وما ترتب عليها من تداعيات طالت مختلف دول العالم، لعبت فيها المملكة في ظل القيادة الرشيدة دورا محوريا لمواجهة التحديات الجسام. لذا سيكون من المطروح على موائد اللقاءات مع قادة البلدان الثلاث تعزيز التعاون مع اقتصادات الدول الشقيقة والصديقة في هذا التوقيت، بما يستهدف تنمية المجتمعات وتنويع مصادر الدخل ودعم المنظومة الاقتصادية لهذه الدول، حفظ الله قيادتنا ووطنا الغالي وازدهاره وتقدمه وأنعم الله علية بدوام الأمن والأمان والاستقرار الدائم.