تشتهر منطقة جازان بزراعة أشجار المانغو بعد أن ساهم مهرجان مانغو جازان منذ انطلاقه عام 2005م في التوسع في زراعة المانغو تصاعديًا، وزاد عدد أشجار المانغو مِن 250 ألف شجرة تنتج 18 ألف طن في 2005م ليصل إلى مليون شجرة تنتج 65 ألف في العام الحالي ليصل بإنتاجه إلى مختلف أرجاء العالم، وذلك من بين أنواع المنتجات الزراعية الأخرى التي يزرعها أهالي المنطقة نظير عوامل التربة الصالحة للزراعة والمياه الجوفية الغزيرة التي جعلت هذه الشجرة الاستوائية يصل عمر البعض منها إلى 50 عاماً تستجيب للزراعة في جازان. وبدأت قصة نجاح زراعة المانغو منذ عام 1972م عندما قام مركز الأبحاث الزراعية في المنطقة بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة -الفاو- بإدخال أصناف ذات جودة عالية من المانغو من الدول التي اشتهرت بزراعتها، ومن أهمها أمريكا، الهند، مصر، السودان، أستراليا، وكينيا، فضلًا عن إجراء العديد من الدراسات والتجارب عليها حتى أثبتت نجاحها، وتوسّعت على إثرها زراعة المانغو بالمنطقة. ويُعد المانغو رافدًا اقتصاديًا قويًا للمزارعين، ويتفاوت حجم المحصول من عام إلى آخر بحسب عدد المزارعين، إذ يبدأ المزارع في العمل على توفير السبل الكفيلة من سماد ورعاية كاملة بالشجرة حتى يحصل على أكبر كمية من المنتج، علمًا أن المزارع يحظى بدعم كامل من الدولة من خلال توفير القروض الزراعية الميسّرة له وتحليل المياه ومدى صلاحية التربة لتوفير بيئة مناسبة لزراعة المانغو، إلى جانب تقديم العديد من الخدمات الإرشادية والتوعوية. ويوجد في جازان عدد كبير من أصناف المانغو، وتختلف هذه الأصناف فيما بينها من حيث الطعم والحلاوة والحجم والرائحة واللون ونسبة الألياف وكمية الإنتاج وموعده، وفيما عدا الصنف السوداني وأصناف زبدة والهندي ونجوى المصرية تأتي الأصناف الأكثر انتشاراً في المنطقة من أصناف أمريكية الأصل، وتم جلب هذه الأصناف مع أصناف أخرى من قبل مركز أبحاث الزراعة، وقام المركز بتجربة زراعة هذه الأصناف بمحطة تجارب حاكمة لأجل أقلمتها والتحقق من صلاحيتها في منطقة جازان، وتم تقييم هذه الأصناف من المشروع على أساس كمية المحصول والحجم ونسبة الألياف وحجم البذرة والطعم والنكهة والحلاوة وحجم الثمرة، كما تم إجراء تحليل كيميائي للثمار للتعرف على محتواها، وتوصل المشروع إلى نتائج تم بموجبها اختيار الأصناف الأفضل لجازان، والتي تم إكثارها في المشروع ووزعت شتلاتها على المزارعين في المنطقة. وأوضح مختصون أنه يشترط لنجاح زراعة المانغو توافر عدة عوامل، أولها الأرض الزراعية المناسبة، حيث تُعد الأراضي الصفراء الخفيفة أو الطميّة العميقة جيدة الصرف ومعتدلة الحموضة والأراضي الحصوية والأماكن المناسبة لزراعة المانغو، مع توافر الأجواء ذات الحرارة العالية نسبيًا حيث تنمو أشجارها عند توافر الرطوبة الجوية والأرضية، وتقلل الرطوبة الجوية من احتراق الأوراق نتيجة لارتفاع درجة الحرارة، مع مراعاة وجود فترة جفاف أثناء تكشف البراعم الزهرية والتزهير ونضج الثمار وهو ما يتوافر في جازان. وخطت منطقة جازان خطوات واسعة في تطوير زراعة المانغو والتوسع في إنتاجه بزيادة أعداد المُزارعين وأعداد المَزارع والأشجار وزيادة كميات الإنتاج محققةً بذلك أحد مستهدفات رؤية 2030 عبر برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة الذي أطلقته وزارة البيئة والمياه والزراعة بهدف تحسين القطاع الريفي الزراعي، والإسهام في رفع مستوى معيشة الأسر الريفية وزيادة الكفاءة الإنتاجية وتحسين نمط الحياة، وتحقيق الأمن الغذائي ومن ذلك دعم زراعة المانغو. وتتجاوز أنواع ملكة الفاكهة الاستوائية المانغو بمنطقة جازان ال40 نوعاً، منها 24 صنفاً مشهوراً وهي مستوردة من عدة دول إفريقية وآسيوية وأميركية عن طريق مركز أبحاث الزراعة بالمنطقة، ونجحت هذه الأصناف، وحققت جودة إنتاجية عالية، وتشتهر جازان ب24 نوعاً بارزاً، ومنها الهندي، التايلاندي، التومي، الجلن، لانجرا، الجولي، السنتيشن، الزل، الكيت، الكنت، الفجر كلند، السمكة، الزبدة المصري، العنبة الهدن، الفنس، العويسي، التيمور، برومو الخد الجميل، عيون المها، النعومي، قلب الثور، الملكة، الفلنسيا. ظروف بيئة جازان ساعدت على زراعة المانغو